(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [4/ 6729] (2656)، و (أحمد) في "مسنده" (2/
444 و 476)، و (البخاريّ) في "خلق أفعال العباد" (ص 28)، و (الترمذيّ) في
"القدردا (2157) و"التفسير" (3290)، و (ابن ماجه) في "المقدّمة" (83)، و (ابن
حبّان) في "صحيحه" (6139)، و (الطبريّ) في "تفسيره" (27/ 110)،
و(الفسويّ) في "المعرفة والتاريخ" (3/ 236)، و (الواحديّ) في "أسباب النزول"
(ص 268)، و (البغويّ) في "تفسيره" (4/ 265)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): إثبات القدر وأنه عامّ في كل شيء، فكل ذلك مقدور في
الأزل معلوم لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، مراد له، وأن الإيمان به واجب.
2 - (ومنها): بيان سبب نزول الآية الكريمة.
3 - (ومنها): أن الآية نصّ في تعذيب مكذّبي القدر، وهو محمول كما
قال النوويّ على جحد القَدَر المعروف، وهو جحد تقدير الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- للأشياء،
وسَبْق علمه بها، وإرادته، فإن من كذب بهذا فهو كافر خارج عن الإسلام بلا
خلاف بين أهل العلم (?).
4 - (ومنها): ما قاله الإمام ابن كثير -رَحِمَهُ اللهُ-: أنه استَدَلّ بهذه الآية الكريمة
أئمة السُّنَّة على إثبات قَدَر الله تعالى السابق لخلقه، وهو علمه الأشياء قبل
كونها، وكتابته لها قبل بَرْئها، وردُّوا بهذه الآية وبما شاكلها من الآيات، وما
ورد في معناها من الأحاديث الثابتات على الفرقة القدريّة الذين نبغوا في أواخر
عصر الصحابة - رضي الله عنهم -. انتهى (?).
5 - (ومنها): ما قاله أبو عمر -رَحِمَهُ اللهُ-: قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} [التكوير: 29]، فليس لأحد مشيئة تنفذ إلا أن تنفذ منها مشيئة الله تعالى، وإنما يجري
الخلق فيما سبق من علم الله، والقدر سرّ الله، لا يُدرَك بجدال، ولا يشفي منه
مقال، والحجاج فيه مرتجة، لا يُفتح شيء منها إلا بكسر شيء، وغَلْقه، وقد