المؤمنين، وقال الشافعيّ: هي خاصة؛ يعني: أنه خَلَق الأنبياء والمؤمنين

لعبادته، قال: والدليل على خصوصها قوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}

[الإنسان: 30]، فلن يكون بخلقه مشيئة إلَّا أن يشاء الله.

ومن أحسن ما قيل من النظم في قِدَم العمل، وأن ما يكون من خَلْق الله

فقد سبق العلم به، وجَفّ القلم به، وأنه لا يكون في مُلكه إلَّا ما يشاء، لا ما

يشاء غيره: قول الشافعيّ، رويناه من طُرُق عن المزنيّ، وعن الربيع عنه أنه قال

في أبيات له [من المتقارب]:

فَمَا شِئْتَ كَانَ وَإِنْ لَمْ أَشَأْ ... وَمَا شِئْتُ إِنْ لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنِ

خَلَقْتَ الْعِبَادَ عَلَى مَا عَلِمْتَ ... وَفِي الْعِلْمِ يَجْرِي الْفَتَى وَالْمُسِنّ

عَلَى ذَا مَنَنْتَ وَهَذَا خَذَلْتَ ... وَهَذَا أَعَنْتَ وَذَا لَمْ تُعِنْ

فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَمِنْهُمْ سَعِيدٌ ... وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ وَمِنْهُمْ حَسَنْ

وَمِنْهُمْ فَقِيرٌ وَمِنْهُمْ غَنِيٌّ ... وَكُلٌّ بِأَعْمَالِهِ مُرْتَهَنْ

قال أبو عمر: كلُّ ما في هذه الأبيات مُعْتَقَد أهل السُّنَّة، ومذهبهم في

القدر، لا يختلفون فيه، وهو أصل ما يَبْنُون في ذلك عليه. انتهى (?).

2 - (ومنها): بيان جواز اختبار العالم عقول أصحابه الفضلاء بمشكلات

المسائل، وقد عقد الإمام البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "كتاب العلم" من "صحيحه":

"باب طرح الإمام المسألة على أصحابه؛ ليختبر ما عندهم من العلم"، ثم أورد

محتجًّا على ذلك حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -، عن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن من الشجر

شجرةً، لا يسقط ورقها، وإنها مَثَل المسلم، حدّثوني ما هي؟ ". قال: فوقع

الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: فوقع في نفسي أنَّها النخلة، ثم قالوا:

حَدَّثَنَا ما هي يا رسول الله؟ قال: "هي النخلة". انتهى (?).

3 - (ومنها): استحباب الثناء على من أجاب عن السؤال إذا أصاب.

4 - (ومنها): أن الحديث بيّن أن النفس التي قُضي عليها سابقًا ستعمل

لاحقًا بما سبق لها، إما من أهل السعادة، فتعمل عمل أهل السعادة الذي به

تدخل الجَنَّة، وإما من أهل الشقاوة، فتعمل عمل أهل الشقاوة الذي به تدخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015