[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وأنه مسلسلٌ بالبصريين، غير شيخه،
فنيسابوريّ، وقد دخل المدينة.
شرح الحديث:
(عَنْ يَزِيدَ الضُبَعِيِّ) هو: يزيد الرِّشْك - بكسر الراء، وسكون المعجمة،
بعدها كاف - وكنيته أبو الأزهر، وحَكَى الكلاباذيّ أن اسم والده سِنَان، بكسر
المهملة، ونونين، وهو بصريّ تابعيّ، ثقةٌ، قيل: كان كبير اللحية، فلُقِّب
الرِّشْك، وهو بالفارسية كما زعم أبو عليّ الغسانيّ، وجزم به ابن الجوزيّ:
الكبير اللحية، وقال أبو حاتم الرازيّ: كان غَيُورًا، فقيل له: ارشك بالفارسية،
فمضى عليه الرشك، وقال الكرمانيّ: بل الرشك بالفارسية: القمل الصغير
الملتصق بأصول شعر اللحية، وذكر الكلاباذيّ أن الرشك: القسّام، قال
الحافظ: بل كان يزيد يتعانى مساحة الأرض، فقيل له: القَسّام، وكان يُلَقَّب
الرشك؛ لا أن مدلول الرشك القسَّام، بل هما لَقب، ونسبة إلى صنعة،
والمعتمَد في أمره ما قال أبو حاتم، قال: وما ليزيد في البخاريّ إلَّا هذا
الحديث، أورده في "كتاب القدر" وفي "كتاب الاعتصام". انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: وليس ليزيد الرشك عند مسلم إلَّا أربعة أحاديث
فقط برقم (335) وكرّره، و (719)، و (1160)، و (2649) (?)، والله تعالى
أعلم.
(حَدَّثَنَا مُطَرِّف) - بضم الميم، وفتح الطاء المهملة، وكسر الراء المشدّدة -
ابن عبد الله (عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ) - رضي الله عنهما -؛ أنه (قَالَ: قِيلَ: ) القائل هو عمران
نفسه، كما بُيّن في الرواية التالية: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَعُلِمَ) بضمّ العين المهملة،
مبنيًّا للمفعول، والهمزة للاستفهام، وفي رواية البخاريّ: "أيُعرَف"، (أَهْلُ الْجَنَّةِ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ ) المراد بالسؤال معرفة الملائكة، أو من أطلعه الله على ذلك،