العمل، ونُقبل على كتابنا؟ فمن كان منّا من أهل السعادة، صار إلى السعادة،
ومن كان منا من أهل الشقاوة، صار إلى الشقوة؛ فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"اعملوا، فكل ميسر، فمن كان من أهل الشقوة يُسِّر لعملها، ومن كان من أهل
السعادة يُسِّر لعملها"، ثم قرأ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}. انتهى (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهَ - أوّلَ الكتاب قال:
[6710] ( ... ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو
سَعِيدٍ الأَشَجُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا، وَفِي يَدِهِ عُود، يَنْكُتُ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "مَا
مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ، إِلَّا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ
نَعْمَلُ؟ أفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ" "لَا، اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} إِلَى قَوْلهِ: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}).
رجال هذا الإسناد: اثنا عشر:
وكلّهم ذُكروا في الباب، وقبل باب، و"أبو سعيد الأشجّ" هو: عبد الله بن
سعيد الكِنديّ، أحد مشايخ الجماعة بلا واسطة، وابن نُمير" هو: محمد بن
عبد الله، و"أبوه" هو: عبد الله بن نمير الْهَمْداني الكوفيّ، و"أبو كريب" هو:
محمد بن العلاء الهمدانيّ الكوفيّ، أحد مشايخ الجماعة بلا واسطة أيضًا،
و"أبو معاوية" هو: محمد بن خازم الضرير الكوفيّ، و"الأعمش" هو:
سليمان بن مِهْران الكوفيّ.
وقوله: (ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا) "ذات" مقحمة؛ أي: يومًا من الأيّام،
و"جالسًا" حال من "رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ".