وهو تلقّي السائل بغير ما يَطْلُب مما يُهِمّه، أو هو أهمّ. انتهى (?).
وقال الطيبيّ رحمهُ اللهُ: سلك مع السائل طريق الأسلوب الحكيم؛ لأنه سأل
عن وقت الساعة، وإبّان إرسائها، فقيل له: فيم أنت من ذكراها؟ وإنما يُهمّك
أن تهتمّ بأُهبتها، وتعتني بما ينفعك عند إرسائها من العقائد الحقّة، والأعمال
الصالحة، فأجاب بقوله: "ما أعددت لها إلا أني أحبّ الله ورسوله".
(قَالَ) الرجل: (حُبَّ اللهِ) عزَّ وجلَّ (وَرَسُولِهِ) -صلى الله عليه وسلم-، وفي الرواية الآتية: "أَنَّهُ
قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ (?) كَثِيرٍ، أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي"، وفي رواية سَالِمِ بْنِ أَبِي
الْجَعْدِ الآتية: "حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَارِجَيْنِ
مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِينَا رَجُلًا عِنْدَ سُدَّةِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى السَّاعَةُ؟
قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ "، قَالَ: فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ، ثُمَّ قَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ، وَلَا صِيَامٍ، وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي
أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ... ". وفي رواية أبي المليح الرّقّيّ، عن الزهريّ، عن أنس:
"خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتعرّض له أعرابيّ ... "، أخرجه أبو نعيم، وله من
طريق شريك بن أبي نَمِر، عن أنس: "دخل رجل، والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب"، ومن
رواية أبي ضمرة، عن حميد، عن أنس: "جاء رجل، فقال: متى الساعة؟ فقام
النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة، . ثم صلى، ثم قال: أين السائل عن الساعة؟ "، ويُجمع
بينها بأن سأله والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فلم يُجبه حينئذ، فلما انصرف من الصلاة،
وخرج من المسجد رآه، فتذكَّر سؤاله، أو عاوده الأعرابيّ في السؤال، فأجابه
حينئذ (?).
(قَالَ) النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ") زاد سلّام بن أبي الصهباء، عن
ثابت، عن أنس: "إنك مع من أحببت، ولك ما احتسبت"، أخرجه أبو نعيم،
وله فثله من طريق قُرّة بن خالد، عن الحسن، عن أنس، وأخرج أيضًا من
طريق أشعث، عن الحسن، عن أنس: "المرء مع من أحبّ، وله ما اكتسب"،