وقال في "الفتح": قوله: "يوضع له القبول" هو من قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا
رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} [آل عمران: 37]؛ أي: رضيها، قال المطرّزيّ: القبول مصدر
لم أسمع غيره بالفتح، وقد جاء مفسّرًا في رواية القعنبي: "فيوضع له المحبة"،
والقبول: الرضا بالشيء، وميل النفس إليه، وقال ابن القطاع: قَبِل الله منك
قبولًا، والشيء، والهدية، أُخذت، والخبرُ صَدَق، وفي "التهذيب": عليه قبول:
إذا كانت العين تَقبله، والقَبول من الريح الصّبَا؛ لأنها تستقبل الدَّبُور، والقبول أن
يقبل العفو، والعافية، وغير ذلك، وهو اسم للمصدر، أُمِيْت الفعل منه، وقال
أبو عمرو بن العلاء: القبول بفتح القاف لم أسمع غيره، يقال: فلان عليه قَبول:
إذا قَبِلته النفس، وتقبّلتُ الشيءَ قبولًا، ونحوُه لابن الأعرابيّ، وزاد: قَبِلته قبولًا
بالفتح، والضمّ، وكذا قَبِلت هديته عن اللحيانيّ، قال ابن بطال: في هذه الزيادة
ردّ على ما يقوله القدرية: إن الشرّ من فعل العبد، وليس من خَلْق الله. انتهى.
والمراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة، والميل إليه،
والرضا عنه (?)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [48/ 6682 و 6683 و 6684] (2637)،
و(البخاريّ) في "بدء الخلق" (3209) و"الأدب" (6040) و"التوحيد" (7485)،
و(الترمذيّ) في "التفسير" (3161)، و (مالك) في "الموطّأ" (3/ 128)،
و(الطيالسيّ) في "مسنده" (2436)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (19673)،
و(أحمد) في "مسنده" (2/ 341 و 413 و 509 و 514)، و (ابن راهويه) في
"مسنده" (1/ 366)، و (ابن حبّان) في "صحيح" (364 و 365)، و (الطبرانيّ)
في "الأوسط" (3/ 161)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (3/ 258)، و (البغويّ) في
"شرح السُّنَّة" (3470)، والله تعالى أعلم.