في الجنة، والشهداء في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة" (?).

ومن حديث عائشة قالت: "سألت خديجة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن أولاد المشركين؟

فقال: "هم مع آبائهم"، ثم سألته بعد ذلك، فقال: "الله أعلم بما كانوا

عاملين"، ثم سالته بعد ذلك، فنزلت: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]

فقال: "هم على الفطرة، وهم في الجنة".

وفي حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سألت ربي عن

اللاهين من ذرية البشر، أن لا يعذبهم، فأعطانيهم".

قال أبو عمر: إنما قيل للأطفال: اللاهين؛ لأن أعمالهم كاللهو واللعب،

من غير عَمد، ولا قَصْد، من قولهم: لهيت عن الشيء: إذا لم أعتقده، كقوله

تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [الأنبياء: 3].

ومن حديث سلمان قال: أطفال المشركين خَدَم أهل الجنة.

وقد رُوي ذلك مرفوعًا من حديث أنس (?).

وروى أبو رجاء العطارديّ عن سمرة بن جندب، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الحديث

الطويل حديث الرؤيا، وفيه قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وأما الرجل الطويل الذي في الروضة،

فإنه إبراهيم عليه السَّلام، وأما الوِلدان حوله فكل مولود يولد على الفطرة، قال:

فقيل: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال: وأولاد المشركين" (?).

وفي رواية أخرى عن أبي رجاء، عن سمرة، في هذا الحديث: "والشيخ

في أصل الشجرة إبراهيم، والصبيان حوله أولاد الناس"، فهذا يقتضي ظاهره

عموم جميع الناس.

وآثار هذا الباب معارضة لحديث: "الوائدة، والموؤودة في النار"، وما

كان مثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015