والقيام عليها؛ لتكمل صيانتها، فيُرْغَبَ في تزويجها، قال القرطبيّ: ولهذا
المعنى قال علماؤنا: لا تسقط النفقة عن والد الصبية بنفس بلوغها، بل بدخول
الزوج بها. انتهى (?).
وقال النوويّ رحمه الله: معنى عالهما: قام عليهما بالمؤنة، والتربية،
ونحوهما، مأخوذ من العَول، وهو القُرْب، ومنه: ابدأ بمن تعول، ومعناه:
جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين. انتهى (?).
(جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ") قال القاضي عياض رحمه الله: قوله: "من عال
جاريتين جاء يوم القيامة أنا وهو، وضمّ أصابعه" كذا في كتاب مسلم، ويَحْتَمِل
أن تمامه: كهاتين، أو كهذه، وضمّ أصابعه، كما قال في الحديث الآخر:
"كهاتين، وقرَن أصابعه". انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: عندي الأولى أن المراد بقوله: (وَضَمَّ أَصَابِعَهُ):
إصبعيه، وهما الوسطى، والتي تليها، كما هو مفسّر في رواية ابن حبّان؛
يعني: أنه -صلى الله عليه وسلم- قرن بين إصبعيه إشارةً إلى قُرب فاعل ذلك منه درجةً، أو في
السَّبْق ودخول الجنّة؛ أي: دخل مصاحبًا لي قريبًا مني؛ يعني: أن ذلك الفعل
مما يُقرِّب درجة ذلك الفاعل إلى درجة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
وقال ابن حبّان: رحمه الله في "صحيحه" بعد إخراج الحديث من طريق ثابت،
عن أنس، بلفظ: "من عال ابنتين، أو ثلاثًا، أو أختين، أو ثلاثًا، حتى يَبِنَّ،
أو يموت عنهنّ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين"، وأشار بإصبعه الوسطى،
والتي تليها، قال ابن حبّان رحمه الله: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كنت أنا وهو في الجنة كهاتين"
أراد به في الدخول والسبق، لا أن مرتبة من عال ابنتين، أو أختين في الجنة
كمرتبة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- سواء.- انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.