الواو لغير أبي ذرّ من قوله: "ومعها"، وكذا هو في رواية ابن المبارك.
انتهى (?).
(فَسَالتْنِي) شيئاً من الطعام (فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئاً، غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ،
فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَهلْ مِنْهَا)؛ أي: من تلك
التمرة (شَيْئاً) هكذا في رواية عروة، ووقع في رواية عِراك بن مالك، عن عائشة
الآتية: "جاءتني مسكينة، تَحْمِل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فاعطت
كل واحدة منهنّ تمرةً، ورفعت تمرة إلى فيها لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها،
فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها، فأعجبني شأنها ... " الحديث،
وللطبرانيّ من حديث الحسن بن عليّ نحوه.
ويمكن الجمع بأن مرادها بقولها في حديث عروة: "فلم تجد عندي غير
تمرة واحدة"؛ أي: أخصّها بها، ويَحْتَمِل أنها لم يكن عندها في أول الحال سوى
واحدة، فأعطتها، ثم وجدت ثنتين، ويَحْتَمِل تعدد القصة، قاله في "الفتح" (?).
قال الجامع عفا الله عنه: احتمال تعدّد القصّة هو الأقرب عندي، والله
تعالى أعلم.
(ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ)، وقوله: (وَابْنَتَاهَا) مرفوع بالعطف على الضمير
المستتر في "خرجت"، وفيه العطف على الضمير المستتر بلا فاصل، وهو
قليل، قال في "الخلاصة":
وَإِنْ عَلَى ضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَّصِلْ ... عَطَفْتَ فَافْصِلْ بِالضَّمِيرِ الْمُنْفَصِلْ
أَوْ فَاصِلٍ مَّا وَبِلَا فَصْلٍ يَرِدْ ... فِي النَّظْمِ فَاشِياً وَضُعْفَهُ اعْتَقِدْ
(فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا)؛ أي: قصّتها التي جرت مع
ابنتيها في تلك التمرة، وفي الرواية التالية: "فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي
صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية الطيالسيّ في "مسنده": "قالت: دخل عليّ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك يا عائشة؟ قلت: يا رسول الله الوالدة، ورحمتها، وأخبرته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ابتلي بشيء منهنّ،
فأحسن صحبتهنّ، كنّ له ستراً من النار". (فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ ابْتُلِيَ) بالبناء