مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [41/ 6660 و 6661] (2623)، و (البخاريّ) في

"الأدب المفرد" (1/ 267)، و (أبو داود) في "الأدب" (4983)، و (ما لك) في

"الموطّأ" (2/ 984)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 272 و 465 و 517)، و (ابن

حبّان) في "صحيحه" (5761)، و (ابن الجعد) في "مسنده" (1/ 483)، و (أبو

نعيم) في "الحلية" (6/ 345 و 7/ 141)، و (البيهقيّ) في "شُعب الإيمان" (5/

288)، و (نعيم بن حمّاد) في "الفتن" (2/ 622)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"

(3564)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان النهي عن قول "هلك الناس"؛ لأنه يؤدي إلى تعظيم

النفس، واحتقار لغيره.

2 - (ومنها): أن من آداب الداعي إلى الله تعالى أن يكون وسطاً، فلا

يحمل الناس على القنوط من رحمة الله تعالى، ولا يحملهم على الرجاء

المفرط الذي يؤدّي إلى التساهل في أمر الله تعالى ونهيه.

3 - (ومنها): الحثّ على التواضع، وعدم رؤية النفس، وسوء الظنّ

بالآخرين، بل الحقّ أن يكون متّهماً نفسه بالتقصير، واستحقاق الهلاك لولا

فضل الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فيكون محبّاً للناس، متواضعاً لهم، محترماً لهم ذامّاً لنفسه؛

لأنها أمارة بالسوء، وإلى هذا يشير الشاطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ- في "حرز الأماني" (?)، حيث

قال:

هُوَ الْمُجْتَبَى يَغْدُو عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ ... قَرِيباً غَرِيباً مُسْتَمَالاً مُؤمَّلَا

يَعُدُّ جَمِيعَ النَّاس مَوْلًى لِأَنَّهُمْ ... عَلَى مَا قَضَاهُ اللهُ يُجْرُونَ أَفْعَالاً

يَزى نَفْسَهُ بِالذًمِّ أَوْلَى لِأَنَّهَا ... عَلَى الْمَجْدِ لَمْ تَلْعَقْ مِنَ الصَّبْرِ وَالأَلَا

وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ ... وَمَا يَأْتَلِي فِي نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015