وقد أخرج أبو داود من حديث عطيّة المسعدي، رفعه: "إن الغضب من
الشيطان ... " الحديث.
وقوله: (قَالَ ابْنُ الْعَلَاءِ)؛ يعني: شيخه الثاني، (فَقَالَ)؛ أي: الرجل
الغضبان: (وَهَلْ تَرَي، وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّجُلَ)؛ يعني: أنه قال: "فقال: وهل ترى
بي من جنون"، وحَذَف لفظ "الرجل"، وحاصل ما أشار إليه بيان اختلاف
شيخيه في هذا، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث سليمان بن صُرَد - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [30/ 6623 و 6624 و 6625] (2610)،
و(البخاريّ) في "بدء الخلق" (3282) و"الأدب" (6048) وفي "الأدب المفرد"
(1/ 155)، و (أبو داود) في "الأدب" (4781)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (6/
104) و"عمل اليوم والليلة" (1/ 307)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (8/
533)، و (أحمد) في "مسنده" (6/ 394)، و (الحاكم) في "المستدرك" (2/
441)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (6488 و 6489)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"
(5692)، و (هناد بن السريّ) في "الزهد" (2/ 609)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان أن الغضب في غير الله تعالى من نَزْغ الشيطان.
2 - (ومنها): أنه ينبغي لصاحب الغضب أن يستعيذ، فيقول: "أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم"، فإنه سبب لزواله، كما أخبر النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك.
3 - (ومنها): أن هذه الاستعاذة التي ذكرها النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا الحديث
هي إحدى طرق علاج الغضب، وقد روى أبو داود، وصححه ابن حبّان عن
أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لنا: "إذا غَضِب أحدكم، وهو قائم،
فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع" (?).