بسم الله الرحمن الرحيم
قال الجامع عفا الله عنه: بدأتُ بكتابة الجزء الواحد والأربعين
من شرح "صحيح الإمام مسلم" المسمّى "البحر المحيط
الثجّاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجّاج رحمه الله"
يوم الخميس من شهر جمادى الأولى المبارك (20/ 5/ 1433 هـ)
(26) - (بَابُ ذَمِّ ذِي الْوَجْهَيْنِ، وَتَحْرِيمِ فِعْلِهِ)
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوَّل الكتاب قال:
[6607] (2526) - (حَدَّثنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ
أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ مِنْ شَرِّ
النَّاسٍ ذَا الْوَجْهَيْنِ، اَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (يَحْيَى بْنُ يَحْيَى) التميميّ النيسابوريّ، تقدّم قبل بابين.
2 - (مَالِكُ) بن أنس، إمام دار الهجرة، تقدّم قريبًا.
والباقون تقدّموا في الباب الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف رحمه الله، وأنه من أصحّ أسانيد أبي هريرة - رضي الله عنه -،
وهو مسلسلٌ بالمدنيين، غير شيخه، فنيسابوريّ، وقد دخل المدينة للأخذ عن
مالك، وفيه مالك أحد الأئمة الأربعة، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو
هريرة - رضي الله عنه - أحفظ من روى الحديث في دهره.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ)
كلِّهم، وحَمْلُه على ذلك أبلغ في الذمّ من حَمْله على من ذُكر من الطائفتين