1 - (منها): بيان ما كان عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الخُلُق الكريم، حيث كان يلاطف

الصغار، ويؤانسهم، قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4].

2 - (ومنها): بيان الحثّ على الرحمة، والشفقة على اليتامى، والحنوّ

عليهم، فقد انزعجت أم سليم - رضي الله عنها - بسبب بكاء يتيمتها، حتى جاءت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -،

واستثبتت الخبر منه، فأزال بها من القلق والانزعاج.

3 - (ومنها): بيان ما كان عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من كمال الشفقة على أمته،

حيث شارط ربه على أن من دعا عليه من أمته ممن لا يستحقّ الدعاء عليه أن

يجعل ذلك له صلاة، وزكاة، وقربة إليه سبحانه وتعالى، وهو مصداق قوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [الأنبياء: 107]، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:

[6605] (2604) - (حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَّى الْعَنَزِيُّ، وابْنُ بَشَّارٍ - وَاللَّفْظُ

لِابْنِ الْمُثَنَّى- قَالَا: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْقَصَّابِ،

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَتَوَاريتُ

خَلْفَ بَابٍ، قَالَ: فَجَاءَ، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، وَقَالَ: "اذْهَبْ، وَادْعُ لِي مُعَاوِيةَ"، قَالَ:

فَجِئْتُ، فقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: "اذْهَبْ، وَادْعُ لِي مُعَاوِيةَ"، قَالَ:

فَجِئْتُ، فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: "لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ"، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: قُلْتُ

لأُمَيَّةَ: مَا حَطَأَنِي؟ قَالَ: قَفَدَنِي قَفْدَةً).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدِ) بن الأسود الْقَيْسيّ، أبو عبد الله البصريّ، أخو

هُدْبة، وهو الكبير، صدوقٌ [9] (ت 200 أو 201) (م ت س) تقدم في "فضائل

الصحابة" 24/ 6330.

2 - (أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابِ) عمران بن أبي عطاء الأسديّ مولاهم أبو حمزة

- بالحاء المهملة، والزاي- القصّاب الواسطيّ، صدوقٌ، له أوهام [4].

رَوَى عن أبيه، وابن عباس، وأنس، ومحمد ابن الحنفيّة.

ورَوى عنه يونس بن عبيد، وشعبة، والثوريّ، وهُشيم، وأبو عوانة، وغيرهم.

قال أحمد: ليس به بأسٌ، صالح الحديث، وقال ابن معين: ثقةٌ، وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015