على سائر البشر، قاله المناويّ رحمه الله (?).
(وَإِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّيَ عز وجل)؛ يعني: سألته، فأعطاني، وقال في
"الزاهر": معنى اشترطت عليه: جعلت بيني وبينه علامةً، ومنه قولهم: نحن في
أشراط الفتنة؛ أي: في علاماتها. (أَيُّ عَبْدٍ) برفع "أيُّ" على الابتداء، خبره
"أن يكون. . . إلخ"، (مِنَ الْمُسْلِمِينَ) بيان لـ "أيُّ عبدٍ"، وقوله: (سَبَبْتُهُ) جملة
في محلّ جرّ صفة لـ "عبدٍ"، (أَوْ شَتَمْتُهُ) "أو" هنا عاطفة للتنويعِ، لا للشكّ، (أَنْ
يَكُونَ ذَلِكَ)؛ أي: ما حصل مني من السبّ، أو الشتم، (لَهُ زكَاةً)؛ أي: نماءً،
وزيادة في الخير، (وَأَجْرًا")؛ أي: ثوابًا عظيمًا منه تعالى، وهذا من كمال
شفقته - صلى الله عليه وسلم - على الخَلْق، واتساعه في معرفة الحقّ (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [25/ 6602 و 6603] (2602)، و (أحمد) في
"مسنده" (3/ 333 و 384)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (7/ 61)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[6603] (. . .) - (حَدَّثَنِيهِ ابْنُ أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثنَا رَوْحٌ (ح) وَحَدَّثنَاهُ عَبْدُ بْنُ
حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (ابْنُ أَبِي خَلَفٍ) هو: محمد بن أحمد بن أبي خَلَف السّلميّ، أبو
عبد الله البغداديّ القَطِيعيّ، ثقةٌ [10] (ت 237) وله سبع وستون سنةً (م د)
تقدم في "الإيمان" 92/ 502.
2 - (رَوْحُ) بن عُبادة بن العلاء بن حسان القيسيّ، أبو محمد البصريّ،
ثقةٌ فاضلٌ، له تصانيف [9] (ت 5 أو 207) (ع) تقدم في "الإيمان" 90/ 476.