(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [20/ 6570] (2589)، و (أبو داود) في "الأدب"

(4874)، و (الترمذيّ) في "البرّ والصلة" (1934)، و (أحمد) في "مسنده" (2/

384 و 386)، و (الدارميّ) في "سننه" (2/ 297)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"

(5758 و 5759)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (10/ 247) وفي "الأدب" (154)

و"شُعب الإيمان" (5/ 300)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في اختلاف أهل العلم في تعريف الغيبة:

قال في "الفتح": قد اختُلِف في حدّ الغيبة، فقال الراغب: هي أن يذكر

الإنسان عيب غيره من غير مُحْوِج إلى ذِكر ذلك.

وقال الغزاليّ: حدّ الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه.

وقال ابن الأثير في "النهاية": الغيبة أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء،

وإن كان فيه.

وقال النوويّ في "الأذكار" تبعًا للغزاليّ: ذِكر المرء بما يكرهه، سواء

كان ذلك في بدن الشخص، أو دِينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خَلْقه، أو خُلُقه،

أو ماله، أو والده، أو ولده، أو زوجته، أو خادمه، أو ثوبه، أو حركته، أو

طلاقته، أو عُبوسته، أو غير ذلك، مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ، أو

بالإشارة والرمز.

قال النوويّ: وممن يستعمل التعريض في ذلك كثيرٌ من الفقهاء في

التصانيف، وغيرها؛ كقولهم: قال بعض من يَدَّعي العلم، أو بعض من يُنسب

إلى الصلاح، أو نحو ذلك، مما يَفهَم السامعُ المراد به، ومنه قولهم عند

ذِكره: الله يعافينا، الله يتوب علينا، نسأل الله السلامة، ونحو ذلك، فكل ذلك

من الغيبة.

وتمسَّك من قال: إنها لا يُشترط فيها غَيْبَةُ الشخصِ بالحديث المشهور

الذي أخرجه مسلم، وأصحاب "السنن" عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، رفعه: "أتدرون

ما الغيبة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذِكْرُك أخاك بما يكرهه"، قال:

أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان في أخيك ما تقول، فقد

اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهتّه"، وله شاهد مرسَل عن المطلب بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015