وأبو داود: ثقةٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن سعد في الطبقة
الخامسة، وقال: أصله مدنيّ، وله أحاديث.
أخرج له المصنّف، والنسائيّ، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا
الحديث.
6 - (سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ) بن أبي موسى الأشعريّ الكوفيّ، ثقةٌ، ثبتٌ،
وروايته عن ابن عمر مرسلة [5] (ع) تقدم في "الزكاة" 16/ 2333.
7 - (أَبُو بُرْدَةَ) بن أبي موسى الأشعريّ، قيل: اسمه عامر، وقيل:
الحارث، ثقة [3] (ت 104) وقيل غير ذلك، وقد جاز الثمانين (ع) تقدم في
"الإيمان" 16/ 171.
8 - (أَبُوهُ) عبد الله بن قيس بن سُليم بن حَضّار، أبو موسى الأشعريّ الصحابيّ
المشهور، مات سنة خمسين، وقيل: بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" 16/ 171.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف -رحمه الله-، وأنه مسلسل بالكوفيين من أوله إلى آخره،
وفيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض: مجمّع، عن سعيد، عن أبي بردة،
وفيه رواية الراوي عن أبيه، عن أبيه، وفيه الصحابيّ المشهور أبو موسى - رضي الله عنه -.
ضرح الحديث:
(عَنْ أَبِي بُرْدَةَ) الصحيح أن اسمه كنيته، (عَنْ أَبِيهِ) أبي موسى الأشعريّ
عبد الله بن قيس؛ أنه (قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ
جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ)؛ أي: لكان خيرًا لنا، فـ "لو" شرطيّة، وجوابها
مقدّر، كما ذكرنا، وَيحْتَمِل أن تكون للتمنّي، فلا تحتاج إلى جواب. (قَالَ) أبو
موسى: (فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا)؛ أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("مَا زِلْتُمْ هَا
هُنَا؟ ") بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: أما زلتم في هذا المكان؟ (قُلْنَا: يَا
رَسُولَ اللهِ صلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ،
قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَحْسَنْتُمْ، أَوْ) للشكّ من الراوي؛ أي: أو قال: (أَصَبْتُمْ")؛ أي:
أصبتم الصواب في انتظاركم هذا؛ لأن المنتظر للصلاة لا يزال في الصلاة ما
انتظرها. (قَالَ) أبو موسى: (فَرَفَعَ) - صلى الله عليه وسلم - (رَأسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكَانَ) - صلى الله عليه وسلم - (كَثِيرًا)