وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[6385] (2497) - (حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، جَمِيعًا عَنْ
أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ أَبُو عَامِرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ
أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ،
وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَلَا تُنْجِزُ لِي يَا مُحَمَّدُ مَا
وَعَدْتَنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَبْشِرْ"، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ
"أَبْشِرْ"، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ، كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ، فَقَالَ: "إِنَّ
هَذَا قَدْ رَدَّ الْبُشْرَى، فَاقْبَلَا أَنْتُمَا"، فَقَالَا: قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-
بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: "اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا
عَلَىَ وُجُوهِكُمَا، وَنُحُورِكُمَا، وَأَبْشِرَا"، فَأَخَذَا الْقَدَحَ، فَفَعَلَا مَا أَمَرَهُمَا بِهِ
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَنَادَتْهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَفْضِلَا لأُمِّكُمَا مِمَّا فِي إِنَائِكُمَا،
فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أَبُو عَامِرٍ الأَشْعَرِيُّ) عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي
موسى الأشعريّ، صدوق [10] (خت م) تقدم في "المقدمة" 6/ 51, من أفراد
المصنّف، وعلّق عنه البخاريّ.
2 - (أَبُو كُرَيْبٍ) محمد بن العلاء الْهَمْدانيّ الكوفيّ، تقدّم قبل ثلاثة أبواب.
3 - (أَبُو أُسَامَةَ) حمّاد بن أُسامة الكوفيّ، تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.
4 - (بُرَيْدُ) بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ الكوفيّ، ثقة
يخطئ قليلًا [6] (ع) تقدم في "الإيمان" 16/ 171.
5 - (أَبُو بُرْدَةَ) بن أبي موسى الأشعريّ، قيل: اسمه عامر، وقيل:
الحارث، ثقةٌ [3] (ت 104) وقيل غير ذلك، وقد جاز الثمانين (ع) تقدم في
"الإيمان" 16/ 171.
6 - (أَبُو مُوسَى) عبد الله بن قيس الأشعريّ الصحابيّ المشهور، تقدّم
أول الباب.