رجال هذا الإسناد: خمسة:
وكلّهم ذُكروا في الباب.
شرح الحديث:
(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها -؛ (أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ)؛ أي: في تقديمها
إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، (يَوْمَ عَائِشَةَ)؛ المعنى: أنهم ينتظرون اليوم الذي يبيت فيه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند عائشة - رضي الله عنها -، فيُقدّمون إليه هداياهم في ذلك اليوم؛ لِعِلْمهم
بأنه - صلى الله عليه وسلم - يحب ذلك، لحبّه عائشة - رضي الله عنها - أكثر من غيرها.
(يَبْتَغُونَ) بِالغين المعجمة، من الابتغاء؛ أي: يطلبون، وُيروى: "يتّبعون"
من الاتّباع. (بِذَلِكَ)؛ أي: بتحرّيهم يوم عائشة - رضي الله عنها - (مَرْضَاةَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛
أي: لأنه يفرح به، لكونه أهدي له، وهو في بيت أحبّ الناس إليه.
[تنبيه]: أخرج البخاريّ -رحمه الله- هذا الحديث في "صحيحه" مختصرًا،
ولفظه:
(2580) - حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حماد بن زيد، عن هشام،
عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان الناس يتحرّون بهداياهم يومي، وقالت أم
سلمة: إن صواحبي اجتمعن، فذكَرَت له، فأعرض عنها. انتهى (?).
فقال في "الفتح": هكذا أورده مختصرًا جدًّا، وقد أخرجه أبو عوانة،
وأبو نعيم، والإسماعيليّ من طريق محمد بن عبيد، زاد الإسماعيليّ، وخلف بن
هشام، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد، بلفظ: "كان الناس يتحرون
بهداياهم يوم عائشة، فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة، فقلن لها: خَبِّري
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر الناس أن يُهدوا له حيث كان، قالت: فذكرت ذلك أم
سلمة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: فأعرض عني، قالت: فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك،
فأعرض عني ... " الحديث، وقد أخرجه البخاريّ في مناقب عائشة، عن
عبد الله بن عبد الوهاب، عن حماد بن زيد، فقال: عن هشام، عن أبيه: "كان
الناس يتحرون ... " فذكره بتمامه، مرسلًا.