ومات الذكور صغارًا باتفاق، ذكره في "الفتح" (?).

وقوله: (إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا) ببناء الفعل للمفعول، قال القرطبيّ رحمه الله:

كان حبه -صلى الله عليه وسلم- لها؛ لِمَا تقدم ذكره من الأسباب، وهي كثيرةٌ، كل منها كان سببًا

في إيجاد المحبة (?).

وقال النوويّ رحمه الله: فيه إشارة إلى أن حبّها فضيلة حصلت. انتهى (?).

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:

[6259] ( ... ) - (حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو كُرَيْبِ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي

مُعَاوِيةَ، حَدَّثنَا هِشَامٌ، بِهَذَا الإسْنَادِ، نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، إِلَى قِصَّةِ الشَّاةِ، وَلَمْ

يَذْكُرِ الزِّيَادَةَ بَعْدَهَا).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

وكلهّم ذُكروا قبله، سوى زُهير، فتقدّم قبل أربعة أبواب.

وقوله: (نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ)؛ يعني: حديث أبي معاوية نحو حديث

أبي أسامة الماضي.

وقوله: (وَلَمْ يَذْكُرِ الزِّيَادَةَ بَعْدَهَا)؛ يعني: أن أبا معاوية لم يذكر في

روايته بعد قصّة الشاة غيرها، والظاهر- كما يظهر من التنبيه التالي- أنه أراد

عدم ذكره قوله: "ولقد أمره ربه ... إلخ"، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: رواية أبي معاوية عن هشام بن عروة هذه ساقها إسحاق بن

راهويه رحمه الله في "مسنده"، فقال:

(720) - أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة،

قالت: "ما غِرْت على امرأة. من نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما غرت على خديجة، وما

بي أن أكون أدركتها، ولكن لكثرة ذِكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إياها، إن كان مما يَذبح

الشاة، فيتتبّع بها صدائق خديجة يُهديها إليهنّ". انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015