وصدق، لا يتخلّف، وهذا أمرٌ جزمٌ بوجوب الأخذ عنه - صلى الله عليه وسلم - في كل أحواله:
من الغضب، والرضا، والمرض، والصحة (?).
(فَإِنِّي لَنْ كذِبَ عَلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-")؛ أي: لا يقع منه - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلّغه عن الله
كذب، ولا غلط؛ لا سهواً، ولا عمداً، وقد قلنا: إنّ صِدْقه في ذلك هو
مدلول المعجزة، وأما الكذب العمد المحض فلم يقع قط منه في خبر من
الأخبار، ولا جُرِّب عليه شيء من ذلك، منذ أنشأه الله تعالى، وإلى أن
توفاه الله تعالى، وقد كان في صغره معروفاً بالصدق والأمانة، ومجانبة أهل
الكذب، والخيانة، حتى إنه كان يسمى بالصادق الأمين، يشهد له بذلك كل من
عرفه، وإن كان من أعدائه، وقد خالفه (?)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - هذا من أفرافى
المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [38/ 6108] (1 236)، و (أحمد) في "مسنده"
(1/ 166)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (2/ 12)، و (الشاشيّ) في "مسنده" (1/
70)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (1/ 64)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (4/
373)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان ما كان عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من عدم العناية بالأمور الدنيويّة،
حيث لم يكن له علم بتلقيح النخل، فظنّ أنه لا ينفع، فتبيّن بخلاف ذلك، فأمر
الناس أن يعملوا به؛ لخبرتهم به، وتجربتهم بكونه سبباً عاديّاً، أجرى الله تعالى
به سُنَّته، كما أجرى ذلك في الحيوانات حيث تتناسل به، والله تعالى أعلم.
2 - (ومنها): بيان عصمة الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه وسلم - عن الخطأ فيما يبلّغه