أنه يُفتح عليه في المقام المحمود بمحامد، لم يُفتح بها على أحد قبله، وقيل:

الأنبياء حمّادون، وهو أحمدهم؛ أي: أكثرهم حمدًا، أو أعظمهم في صفة

الحمد.

وأما محمد فهو منقول من صفة الحمد أيضًا، وهو بمعنى محمود، وفيه

معنى المبالغة، وقد أخرج البخاريّ في "التاريخ الصغير" من طريق عليّ بن زيد

قال: كان أبو طالب يقول [من الطويل]:

وَشَقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ ... فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ (?)

والمحمد: الذي حُمِّد مرةً بعد مرة؛ كالممدح، قال الأعشى [من الطويل]:

إِلَيْكَ -أَبَيْتَ اللَّعْنَ- كَانَ وَجِيفُهَا ... إِلَى الْمَاجِدِ الْقَرْمِ الْجَوَادِ الْمُحَمَّدِ

أي: الذي حُمِّد مرةً بعد مرة، أو الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة.

قال القاضي عياض (?): كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحمد قبل أن يكون محمدًا،

كما وقع في الوجود؛ لأن تسميته أحمد وقعت في الكتب السالفة، وتسميته

محمدًا وقعت في القرآن العظيم، وذلك أنه حَمِدَ ربه قبل أن يَحمده الناس،

وكذلك في الآخرة يحمد ربه، فَيُشَفِّعه، فَيَحْمَده الناس، وقد خُصّ بسورة

الحمد، وبلواء الحمد، وبالمقام المحمود، وشُرع له الحمد بعد الأكل، وبعد

الشرب، وبعد الدعاء، وبعد القدوم من السفر، وسُمِّيت أمته الحّمادين،

فجُمِعت له -صلى الله عليه وسلم- معاني الحمد، وأنواعه. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تقدّم البحث في هذا الاسم الشريف في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015