اللغة: سقي، وأسقى بمعنى لغتان، وقيل: سقاه: ناوله ليشرب، وأسقاه: جعل
له سُقْيا (?). (وَرَعَوْا) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: بالراء من الرعي، هكذا هو في جميع
نُسخ مسلم، ووقع في البخاريّ: "وزرعوا"، وكلاهما صحيح. انتهى (?).
وقال في "العمدة": فيه حذف المفاعيل من قوله: "فشربوا، وسقوا،
وزرعوا"، لكونها معلومةً، ولأنها فضلة في الكلام، والتقدير: فشربوا من
الماء، وسقوا دوابهم، وزرعوا ما يصلح للزرع. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "وزرعوا" كذا له بزيادة زاي، من الزرع،
ووافقه أبو يعلي، ويعقوب بن الأخرم، وغيرهما، عن أبي كريب، ولمسلم،
والنسائيّ، وغيرهما، عن أبي كريب: "ورَعَوْا" بغير زاي، من الرعي، قال
النوويّ: كلاهما صحيح، ورجّح القاضي رواية مسلم بلا مرجح؛ لأنَّ رواية
"زرعوا" تدل على مباشرة الزرع؛ لِتُطابِقَ في التمثيل مباشرةَ طلب العلم، وإن
كانت رواية "رَعَوا" مطابقة لقوله: "أنبتت"، لكن المراد أنَّها قابلة للإنبات،
وقيل: إنه رُوي: "وَوَعَوْا " بوا وين، ولا أصل لذلك، وقال القاضي: قوله:
"وَرَعَوْا" راجع للأُولي، لأنَّ الثانية لَمْ يحصل منها نبات. انتهى.
قال الحافظ: ويمكن أن يرجع إلى الثانية أيضًا، بمعنى أن الماء الذي
استقرّ بها سُقيت منه أرض أخري، فأنبتت. انتهى (?).
(وَأَصَابَ)؛ أي: الماء (طَائِفَةً مِنْهَا)؛ أي: قطعة من الأرض، ووقع في
بعض النُّسخ: "وأصاب منها طائفة" (أُخْرَي، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ) بكسر القاف:
جمع القاع، وهي الأرض المستوية، وقيل: الملساء، وقيل: التي لا نبات
فيها، وهذا هو المراد في الحديث، قال في "العمدة": أصل قيعان: قِوْعان،
قُلبت الواو ياء، لسكونها، وانكسار ما قبلها، والقاع يُجمع أيضًا على أَقْوُع،
وأقواع، والقِيعة بكسر القاف: بمعنى القاع. انتهى (?).