تَعِبَ قَبُولًا بالفتح، والضمُّ لغةٌ حكاها ابن الأعرابيّ، وقَبِلتُ القولَ: صدّقته،
وقَبِلتُ الهديّةَ: أخذتها، قاله الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ - (?).
وقال في "الفتح": قوله: "قَبِلت" بفتح القاف، وكسر الموحّدة، من
القَبول، كذا في معظم الروايات، ووقع عند الأصيليّ: "قَيَّلَت" بالتحتانية
المشددة، وهو تصحيف. انتهى (?).
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "قبلت" لَمْ يختلف رواة مسلم في هذا الحرف
أنه بالباء الموحّدة، من القبول؛ أي: شربت الماء، فانتفعت به، وقيَّده بعض
رواة البخاريّ: "قيَّلت" - باثنتين من تحتها -. وقال الأصيليّ: إنه تصحيف،
وقال غيره: ليس كذلك، ومعناه: جَمَعَت، تقول العرب: تقيَّل الماءُ في
الموضع المنخفض: إذا اجتمع فيه.
قال القرطبيّ: وهذا ليس بشيء؛ لأنَّه قد ذكر بعد هذا الطائفة الممسكة
الماء، الجامعة له، فعلى ما قاله تكون الطائفتان واحدة، ويفسد معنى الخبر،
والتشبيه، وقيل: يكون معنى قيّلت: شربت، قال: والقَيْل: شُرب نصف
النهار، وقيّلت الإبلُ: إذا شربت قائلة.
قال: وهذا أيضًا ليس بشيء؛ لأنَّ مقصود الحديث لا يخصّ شرب
القائلة من غيرها، والأظهر ما قاله الأصيليّ. انتهى (?).
(فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ) بفتح الكاف، مهموزًا بلا مدّ، وقوله: (وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ)
"الْعُشب" بضمّ، فسكون، من عَطْف الخاصّ على العامّ؛ لأنَّ الكلأ يُطلق على
النبت الرطب واليابس معًا، والعشب للرطب فقط، قاله في "الفتح" (?).
وقال في "العمدة": الكلأ بفتح الكاف، واللام، وفي آخره همزة، بلا
مَدّ، قال الصغانيّ: الكلأ: العشب، وقد كَلِئت الأرضُ، فهي كليئة، ثم قال
في باب العشب: العشب: الكلأ الرطب، ولا يقال له: حشيش حتى يَهِيج،