(4399)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 237 - 238)، و (الدارميّ) في "سننه"

(1/ 356)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (2/ 82)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"

(1458 و 1591 و 1593 و 1595)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار" (1/

160)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (20/ 102)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (3/

1629)، و"دلائل النبوّة" (5/ 236)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (1041)،

والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): أنه قد اشتَمَل هذا الحديثُ على معجزتين عظيمتين:

إحداهما: نَبْع الماء المذكور. والثانية: تعريفه بكثير من علم الغيب، فإنَّ تبوك

من ذلك الوقت سُكِنت لأجل ذلك الماء، وغُرِست بساتين، كما قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

2 - (ومنها): بيان أن الإمام يغزو بنفسه العدوّ مع عسكره.

3 - (ومنها): غزو الروم؛ لأن غزوة تبوك كانت إلى الروم بأرض الشام،

وهي غزاةٌ لم يَلْقَ فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيداً، ولا قتالاً، وانصرف، وقد قيل: إن

غزو الروم، وسائر أهل الكتاب أفضل من غيرهم؛ لِمَا أخرجه أبو داود في

"سننه": جاءت امرأة إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقال: لها أم خلاد، وهي منتقبة، تسأل عن

ابنها، وهو مقتول، فقال لها بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تسألين عن ابنك،

وأنت منتقبة؟ فقالت: إن أُرْزَأُ ابني، فلن أُرزأ حيائي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ابنك له أجر شهيدين"، قالت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: "لأنه قتله أهل

الكتاب" (?).

4 - (ومنها): أن فيه الجمعَ بين صلاتي النهار، وبين صلاتي الليل

للمسافر، وإن لم يجدّ به السير.

5 - (ومنها): ما قاله ابن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وفي قوله في هذا الحديث:

"فأَخَّر الصلاة يوماً، ثم خرج، فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل، ثم

خرج، فصلى المغرب والعشاء جميعاً" دليل على أنه جَمَع بين الصلاتين، وهو

نازل، غير سائر، ماكث في خبائه وفسطاطه يخرج، فيقيم الصلاة، ثم ينصرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015