قال الحافظ: وهذه اللفظة تفرد بها أحمد بن عبدة، وخالفه أصحاب

حماد بن زيد، فقالوا: "رَحْراح"، وقال بعضهم: "واسع الفم"، وهي رواية

الإسماعيليّ عن عبد الله بن ناجية، عن محمد بن موسى، وإسحاق بن أبي

إسرائيل، وأحمد بن عبدة، كلّهم عن حماد، وكأنه ساقه على لفظ محمد بن

موسى، وصَرّح جَمْع من الحذاق بأن أحمد بن عبدة صحّفها، ويُقَوِّي ذلك أنه

أتى في روايته بقوله: "أحسبه"، فدلّ على أنه لم يُتْقنه، فإن كان ضَبَطه فلا

منافاة بين روايته، ورواية الجماعة؛ لاحتمال أن يكونوا وصفوا هيئته، وذَكَر هو

جنسه.

وفي "مسند أحمد" عن ابن عباس: أن المقوقس أهدى للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَدَحاً

من زجاج، لكن في إسناده مقال. انتهى (?).

(فَجَعَلَ) أي شرع (الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ، فَحَزَرْتُ) بالحاء المهملة، وتقديم

الزاي على الراء؛ أي: قدّرت القوم المتوضّئين بذلك الماء (مَا بَيْنَ السَّتِّينَ إِلَى

الثَّمَانِينَ) هكذا رواية مسلم بلفظ "الستّين"، ورواية البخاريّ: "ما بين السبعين

إلى الثمانين"، قال الحافظ في "شرحه": وتقدّم من رواية حميد: "أنهم كانوا

ثمانين وزيادة"، وهنا قال: "ما بين السبعين إلى الثمانين"، والجمع بينهما أن

أنساً لم يكن يضبط العدّة، بل كان يتحقق أنها تُنيف على السبعين، ويَشُكّ هل

بلغت العقد الثامن، أو تجاوزته، فربما جزم بالمجاوزة، حيث يغلب ذلك على

ظنه. انتهى.

(قَالَ) أنس - رضي الله عنه - (فَجَعَلْتُ)؛ أي: شرعت (أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ) قال

المجد -رَحِمَهُ اللهُ-: نبع الماء ينبعُ -مثلّثةً- نَبْعاً، ونُبُوعاً: خرج من العين، والْيَنبوع

العين. انتهى (?).

وقال ابن منظور -رَحِمَهُ اللهُ-: نَبَعَ الماءُ -بفتح الموحّدة- ونبعَ -بكسرها- ونَبُعَ

-بضمّها- يَنْبعُ -بكسرها أيضاً- وينْبَعُ -بفتحها- وَينْبُع -بضمّها- نَبْعاً،

ونُبُوعاً: تَفَجَّر، وقيل: خرج من العين، ولذلك سُمّيت العين يَنْبُوعاً، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015