صنعاء بما زَخْرفا من أقوالهما، ونَفْخُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - هو أن الله أهلكهما على أيدي

أهل دينه، كما ذكرناه. انتهى (?).

(فَكَانَ أَحَدُهُمَا)؛ أي: الكذّابين، (الْعَنْسِيِّ) بسكون النون، وحَكَى ابن

التين جواز فتحها، قال الحافظ: ولم أر له في ذلك سلفأ، وقوله: (صَاحِبَ

صَنْعَاءَ) صفة لـ "العنسيّ"؛ أي: الذي غلب على صنعاء البلد المعرف باليمن.

والحنسي هذا هو الأسود، واسمه عَبْهلة بن كعب، وكان يقال له أيضاً:

ذو الخمار، بالخاء المعجمة؛ لأنه كان يُخَمِّر وجهه، وقيل: هو اسم شيطانه،

وكان الأسود قد خرج بصنعاء، وادَّعَى النبوة، وغَلَب على عامل صنعاء

المهاجر بن أبي أمية، ويقال: إنه مَرّ به، فلما حاذاه عثر الحمار، فادَّعَى أنه

سجد له، ولم يقم الحمار حتى قال له شيئاً، فقام.

وروى يعقوب بن سفيان، والبيهقيّ في "الدلائل" من طريقه، من حديث

النعمان بن بُزْرُج -بضم الموحدة، وسكون الزاي، ثم راء مضمومة، ثم جيم-

قال: خرج الأسود الكذاب، وهو من بني عَنْس -يعني: بسكون النون- وكان

معه شيطانان، يقال لأحدهما: سُحَيق- بمهملتين، وقاف، مصغراً - والآخر

شُقَيق- بمعجمة، وقافين، مصغراً - وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمور

الناس، وكان باذان عامل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بصنعاء، فمات، فجاء شيطان الأسود،

فأخبره، فخرج في قومه حتى ملك صنعاء، وتزوج المرزبانة زوجة باذان، فذكر

القصة في مواعدتها دادويه، وفيروز، وغيرهما، حتى دخلوا على الأسود ليلاً،

وقد سقته المرزبانة الخمر صِرْفاً، حتى سَكِر، وكان على بابه ألف حارس،

فنقب فيروز ومن معه الجدار، حتى دخلوا، فقتله فيروز، واحتَزّ رأسه،

وأخرجوا المرأة، وما أحبوا من متاع البيت، وأرسلوا الخبر إلى المدينة، فوافى

بذلك عند وفاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو الأسود، عن عروة: أصيب الأسود قبل وفاة

النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بيوم وليلة، فأتاه الوحي، فأخبر به أصحابه، ثم جاء الخبر إلى أبي

بكر - رضي الله عنه -، وقيل: وصل الخبر بذلك صبيحة دفن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015