وَهَلاً بالتحريك، وقال النوويّ: معناه غَلِطُوا، يقال: وَهَلَ بفتح الهاء يَهِل

بكسرها، وَهْلاً بسكونها، مثلُ ضَرَب يَضْرِب ضَرْباً؛ أي: غَلِط، وذهب وَهْمه

إلى خلاف الصواب.

وأما وَهِلتُ بكسرها أَوْهَل بالفتح وَهْلاً بالتحريك أيضاً؛ كَحِذرتُ أَحْذَر

حَذَراً، فمعناه: فَزِعتٌ، والوَهْل با لفتح: الفزع، وضَبَطه النووي بالتحريك،

وقال: الوَهَل بالتحريك، معناه: الوهم والاعتقاد، وأما صاحب "النهاية"،

فجزم أنه بالسكون. انتهى.

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وَهِلَ وَهَلاً، فهو وَهِل، من باب تَعِبَ: فَزعَ،

ويتعدى بالتضعيف، فيقال: وَهَّلْتُهُ، والوَهْلَةُ: الفَزْعة، ووَهِلَ عن الشيء، وفيه

وَهَلاً، من باب تَعِبَ أيضاً: غَلِط فيه، ووَهَلْتَ إليه وَهْلاً، من باب وَعَدَ: ذهب

وَهْمُك إليه، وأنت تريد غيره، مثلُ وَهَمْتُ، ولقيته أوّلَ وَهْلَةِ؛ أي: أوّلَ كل

شيء. انتهى (?).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامة ... إلخ"؛

أي: ذهب وهمي، وظني. والوَهَل -بفتح الهاء-: ما يقع في خاطر الإنسان،

ويهتم به. وقد يكون في موضع آخر: الغلط، وليس مراداً هنا بوجه؛ لأنَّه لم

يجزم بأنها واحدة منهما، وإنما جوَّز ذلك؛ إذ ليس في المنام ما يدلّ على

التعيين، وإنما أُري أرضاً ذات نخل، فخطر له ذانك الموضعان، لكونهما من

أكثر البلاد نخلاً، ثم إنه لمّا هاجر إلى المدينة تعيَّنت له تلك الأرض، فأخبر

عنها بعد هجرته إليها بقوله: "فإذا هي المدينة". انتهى (?).

(إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ) بالفتح: بلدة من بلاد العوالي، وهي بلاد بني حنيفة،

قيل: من عُروض اليمن، وقيل: من بادية الحجاز، قاله الفيّوميّ (?).

(أَوْ هَجَرُ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: مدينة معروفة، وهي قاعدة البحرين، وهي

معروفةٌ، سبق بيانها في "كتاب الإيمان" (?).

وقال في "الفتح": قوله: "أو هجر" بفتح الهاء، والجيم: بلد معروف من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015