لـ "الرؤيا"، قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو رجلُ سَوْءٍ بالفتح والإضافة، وعَمَلُ سَوْءٍ،
فإن عرّفتَ قلتَ: الرجلُ السَّوْءُ، والعملُ السَّوْءُ على النعت. انتهى (?).
وقال السيد محمد مرتضى: السُّوءُ - أي: بالضمّ -: كلُّ آفةٍ، ومرضٍ؛
أي: اسمٌ جامعٌ للآفاتِ، والأَمراض، وقوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ}
[يوسف: 24] قال الزجَّاج: السُّوءُ: خيانَةُ صاحِبَةِ العزيز،
والفحشاء: رُكوب الفاحشة، ويقال: لا خيرَ في قولِ السَّوءِ بالفتح، والضمّ،
إِذا فتحتَ السين فمعناه: لا خَيْرَ في قولٍ قَبيح، وإذا ضممتَ السِّين فمعناه: لا
خَيْرَ في أن تقولَ سُوءًا؛ أي: لا تقل سُوءًا، وقرئ قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}
[التوبة: 98] بالوجهين: الفتح، والضم، قال الفرَّاء: هو مثل قولك:
رجلُ السَّوْءِ، والسَّوْءُ، بالفتح في القراءة أَكثرُ، وقلَّما تقولُ العربُ: دائرة السُّوءِ
بالضمِّ، وقال الزجَّاج في قوله تعالى: {لظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}
[الفتح: 6]: كانوا ظنُّوا أَنْ لن يعودَ الرسولُ والمؤمنون إلى أَهليهم
فجعلَ اللهُ دائرة السَّوْءِ عليهم، قال: ومن قرأَ: (ظنَّ السُّوءِ) فهو جائزٌ، قال:
ولا أعلم أَحدًا قرأَ بها، إِلَّا أَنَّها قد رُوِيَتْ، قال الأَزهريُّ: قولُه: لا أَعلم
أحدًا إلى آخره وَهَم، قرأَ ابنُ كثيرٍ، وأَبو عمرٍو: (دائِرَةُ السُّوءِ) بضم السِّين،
ممدودًا في "سورة بَراءة"، و"سورة الفتح"، وقرأَ سائرُ القُرَّاء: السَّوْءِ بفتح
السين في السُّورتين. قال: وتعجَّبتُ أَن يذهَبَ على مِثْلِ الزجَّاج قِراءةُ القارِئَيْنِ
الجليلين: ابنِ كثيرٍ، وأبي عمرٍو، وقال أَبو منصور: أنها قوله: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ}
فلم يُقرأ إِلَّا بالفتح، قال: ولا يجوز فيه ضمّ السين، وقد قرأَ ابنُ كثير،
وأبو عمرو: (دائِرَةُ السُّوءِ) بضم السِّين ممدودًا في السُّورتين، وقرأَ سائر القُرَّاء
بالفتح فيهما، وقال الفرَّاء في "سورة براءة" في قوله تعالى: {وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}
[التوبة: 98]، قال: قراءة القُرَّاءِ بنصب السَّوْءِ، وأَراد بالسَّوْء المصدَرَ،
ومن رفع السِّين جعله اسمًا، قال: ولا يجوز ضمُّ السِّين في قوله: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ}
[مريم: 28]، ولا في قوله: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ}؛ لأنَّه ضدٌّ
لقولهم: هذا رجلُ صدقٍ، وثوبُ صدقٍ، وليس للسَّوْءِ هنا معنًى في بلاءٍ، ولا