كضَرَب، تقول: حَلَمت بكذا، وحلمته، وقال ابن سِيده في "مثلثه": وُيجمع
على أحلام، لا غير، وقال الزمخشريّ: الحالم: النائم يرى في منامه شيئًا،
وإذا لم ير شيئًا فليس بحالم، وقال الزجاج: الحلم بالضم ليس بمصدر، وإنما
هو اسم، وحَكَى ابن التبّاني في "الموعب" عن الأصمعيّ في المصدر: حُلمًا،
وحلمًا، والحلم بالكسر الأناءة، يقال منه: حَلُم بضم اللام.
وقوله: (مِنَ الشَّيْطَانِ) أضيفت إليه؛ لكونها على هواه، ومراده، وقيل:
لأنه الذي يُخَيّل بها، ولا حقيقة لها في نفس الأمر.
وقال المباركفوريّ رحمه الله: الحلم بضم الحاء، وسكون اللام، وتُضمّ: ما
يُرى في المنام من الخيالات الفاسدة.
وقال في "النهاية": الحلم عبارة عما يراه النائم في نومه، من الأشياء،
لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير، والشيء الحسن، وغلب الحلم على
ما يراه من الشرّ، والأمر القبيح، ومنه قوله تعالى: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ}
[يوسف: 44]، ويُستعمل كل منهما موضع الخر، وتضم لام الحلم، وتسكن.
انتهى (?).
وقوله: (فَلْيَنْفثْ) من بابي نصر، وضرب؛ أي: فليبصق.
وقوله: (وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَما)، ووقع في بعض النسخ: "وليتعوّذ من
شرّها".
وقوله: (فَإِنَّهَما لَنْ تَضُرَّهُ")؛ أي: فإن الرؤيا المكروهة لا تضره، قال
النوويّ: معناه أنه تعالى جعل فعله من التعوذ، والتفل، وغيره سببًا لسلامته من
المكروه، يترتب عليها، كما جَعَل الصدقة وقايةً للمال، وسببًا لدفع البلاء (?).
وقوله: (فَقَالَ)؛ أي: أبو سلمة (إِنْ كُنْتُ)؛ أي: قبل أن أسمع بهذا
الحديث، (لأَرَى الرُّؤْيَا) "إن" مخفّفة من الثقيلة، ولذا دخلت اللام بعدها، كما
قال في "الخلاصة":
وَخُفِّفَتْ "إِن " فَقَلَّ الْعَمَلُ ... وَتَلْزَمُ اللَّامُ إِذَا مَا تُهْمَلُ
وقوله: (أَثْقَلَ عَلَىَّ مِنْ جَبَلٍ)؛ أي: ثِقْل جبل أَبُو حملته.