وقوله: ("تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ) وفي رواية البخاريّ: "تلك الكلمة من
الحقّ" بمهملة، وقاف؛ أي: الكلمة المسموعة التي تقع حقًّا.
وقال النوويّ: قوله: (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ) كذا في نُسخ بلادنا
بالجيم، والنون؛ أي: الكلمة المسموعة من الجنّ، أو التي تصح مما نقلته
الجنّ، قال: وذكر عياض في "المشارق" أنه رُوي هكذا، وروي أيضًا: "من
الحقّ" بالحاء والقاف. انتهى (?).
وقوله: (فَيَقُرُّهَا (?) فِي أُذُنِ وَليِّهِ، قَرَّ الدَّجَاجَةِ) قال النوويّ -رحمه الله-: قوله:
"فيقرّها" هو بفتح الياء، وضم القاف، وتشديد الراء، و"قَرّ الدجاجة" بفتح
القاف، والدجاجة -بالدال- الدجاجة المعروفة، قال أهل اللغة، والغريب:
القَرّ: ترديد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه، يقول: قَرَرْته فيه أَقُرّه قَرًّا،
وقَرُّ الدجاجة صوتها إذا قطعته، يقال: قَرَّت تَقُرّ قَرّاً، وقَرِيرًا، فإن ردّدته قلت:
قَرْقَرَت قَرْقَرَةً.
قال الخطابيّ وغيره: معناه: أن الجنيّ يَقذِف الكلمة إلى وليّه الكاهن،
فتسمعها الشياطين، كما تُؤْذِن الدجاجة بصوتها صواحبها، فتتجاوب، قال:
وفيه وجه آخر، وهي أن تكون الرواية كَقَرّ الزجاجة، تدلّ عليه رواية البخاريّ:
"فيقُرّها في أذنه كما تقرّ القارورة"، قال: فذِكْر القارورة في هذه الرواية يدلّ
على ثبوت الرواية بالزجاجة.
قال القاضي: أما مسلم فلم تختلف الرواية فيه أنه الدجاجة بالدال، لكن
رواية القارورة تصحح الزجاجة، قال القاضي: معناه: يكون لِمَا يُلقيه إلى وليّه
حِسّ كحسّ القارورة عند تحريكها، مع اليد، أو على صَفَا. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "فيقرها" بفتح أوله وثانيه (?)، وتشديد الراء؛
أي: يصبّها، تقول: قررت على رأسه دلوًا: إذا صببته، فكأنه صُبّ في أذنه