2 - (ومنها): بيان بقاء استراق الشياطين السمع، لكنه قلّ وندر، حتى
كاد يضمحلّ بالنسبة لِمَا كانوا فيه من الجاهلية.
3 - (ومنها): بيان النهي عن إتيان الكهان، قال القرطبيّ -رحمه الله-: يجب
على من قَدَر على ذلك من محتسِب وغيره أن يقيم من يتعاطى شيئًا من ذلك
من الأسواق، ويُنْكِر عليهم أشدّ النكير، وعلى من يجيء إليهم، ولا يغترّ
بصدقهم في بعض الأمور، ولا بكثرة من يجيء إليهم، ممن يُنسب إلى العلم،
فإنهم غير راسخين في العلم، بل من الجهال بما في إتيانهم من المحذور.
انتهى، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّل الكتاب قال:
[5803] ( ... ) - (حَدّثَني سَلَمَةُ بْنُ شَبيبٍ، حَدَّثنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثنَا
مَعْقِل -وَهْوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ- عَنِ الزهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ
عُرْوَةَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: سَأَل أُناسٌ رَسُولَ اللهِ عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ لَهُمْ
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسُوا بِشَيءٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا
الشَّيءَ يَكُونُ حَقًّا، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ،
فَيَقُرُّهَا (?) في أُذُنِ وَلِيِّهِ، قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا كثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ) الْمِسْمَعيّ النيسابوريّ، نزيل مكة، ثقةٌ، من كبار
[11] مات سنة بضع و (240) (م 4) تقدم في "المقدمة" 6/ 60.
2 - (الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ) هو: الحسن بن محمد بن أعين الْحَرّانيّ، أبو
عليّ، نُسب لجدّه، صدوق [9] (ت 210) (خ م س) تقدم في "الإيمان" 4/ 119.
3 - (مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ) الْعَبْسيّ مولاهم، أبو عبد الله الْجَزَريّ، صدوقٌ
يُخطىء [8] (ت 166) (م د س) تقدم في "الإيمان" 4/ 119.
والباقون ذُكروا قبله.