سعيد الخدريّ ... إلخ ما نصّه: وقال أبو معمر: حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا
هشامَ، حدّثنا محمد بن سيرين، حدّثني مَعْبَد بن سيرين، عن أبي سعيد
الخدريّ بهذا. انتهى.
وقوله: (فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ) ولفظ البخاريّ: "فأتتنا جارية"، وقد تقدّم بلفظ:
"فأتوهم"، وُيجمع بينهما بأنه كان مع المرأة غيرها، والله تعالى أعلم.
وقوله: (إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ)؛ أي: لديغ، قيل: سُمّي بذلك تفاؤلًا
بالسلامة، وقيل: لأنه مستسلم لِمَا به (?).
وقال في "الفتح": السليم: هو اللديغ، سُمّي بذلك تفاؤلًا من السلامة؛
لكون غالب من يُلدَغ يَعْطَب، وقيل: سَلِيم فَعِيل بمعنى مفعول؛ لأنه أسلم
للعطب، واستعمال اللدغ في ضرب العقرب مجازَ، والأصل أنه الذي يضرب
بفيه، والذي يضرب بمؤخره يقال: لَسْعٌ، وبأسنانه: نَهْس - بالمهملة،
والمعجمة - وبأنفه: نَكْز - بنون، وكاف، وزاي - وبنابه: نَشْط، هذا هو
الأصل، وقد يُستعمل بعضها مكان بعض تجوّزًا. انتهى (?).
وقوله: (فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا) تقدّم أنه أبو سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -.
وقوله: (فَبَرَأَ) تقدّم أنه من باب نفع، وتعب، وكرُم.
وقوله: (فَأَعْطَوْهُ غَنَمًا) تقدّم أنَّها ثلاثون شاةً.
وقوله: (مَا رَقَيْتُهُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) وفي بعض النُّسخ: "إلَّا بأمّ القرآن".
وقوله: (قَالَ: فَقُلْتُ: لَا تُحَرِّكُوهَا)؛ أي: قال أبو سعيد - رضي الله عنه - لأصحابه:
لا تحرّكوا هذه الأغنام، وهو كناية عن التصرّف بالقسمة، ونحوها.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله قبل حديث،
ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:
[5724] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا
هِشَامٌ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا، مَا كُنَّا نَأْبِنُهُ بِرُقْيَةٍ).