يا أيها الرهط إن سيدنا لُدِغ، فسعينا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فهل عند
أحد منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لراقي، ولكن والله لقد
استضفناكم، فلم تضيفونا، فما أنا برافي لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلًا،
فصالحوهم على قطيع من الغنم".
قال في "الفتح": قوله: "فسعوا له بكل شيء"؛ أي: مما جرت به
العادة، أن يُتداوى به، من لدغة العقرب، كذا للأكثر، من السعي؛ أي: طلبوا
له ما يداويه، وللكشميهنيّ: "فشَفَوا" بالمعجمة، والفاء، وعليه شرح الخطابيّ،
فقال: معناه طلبوا الشفاء، تقول: شَفَى الله مريضي؛ أي: أبرأه، وشفى له
الطبيب؛ أي: عالجه بما يشفيه، أو وَصَف له ما فيه الشفاء، لكن ادَّعَى ابن
التين أنَّها تصحيف.
قوله: "لو أتيتم هؤلاء الرهط" قال ابن التين: قال تارةً: نفرًا، وتارة:
رهطًا، والنفر ما بين العشرة والثلاثة، والرهط ما دون العشرة، وقيل: يصل
إلى الأربعين، قال الحافظ: وهذا الحديث يدلّ له.
قوله: "فأتوهم"، وفي رواية معبد بن سيرين الآتية أن الذي جاء في هذه
الرسالة امرأة، وعند البخاريّ: جارية منهم، فيُحْمَل على أنَّه كان معها غيرها،
زاد البزار في حديث جابر: "فقالوا لهم: قد بلغنا أن صاحبكم جاء بالنور،
والشفاء، قالوا: نعم"،
قوله: "وسعينا" في رواية الكشميهنيّ: "وشفينا" بالمعجمة، والفاء، وقد
تقدّم ما فيها.
قوله: "فهل عند أحد منكم من شيء"، زاد أبو داود في روايته: "ينفع
صاحبنا".
قوله: "فقال بعضهم"، في رواية أبي داود: "فقال رجل من القوم: نعم
والله، إني لأرقِي" بكسر القاف، وبيَّن الأعمش أن الذي قال ذلك هو أبو
سعيد، راوي الخبر، ولفظه: "قلت: نعم، أنا، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا
غنمًا"، فأفاد بيان جنس الْجُعْل، وهو بضم الجيم، وسكون المهملة: ما يُعْطَى
على عمل.
وقد استُشكل كون الراقي هو أبا سعيد، راوي الخبر، مع ما وقع في