والباقيان تقدّما قبل باب.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من سُداسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وفيه رواية الابن عن أبيه، وتابعيّ عن

تابعيّ مخضرم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: كُنَّا نَرْقِي)؛ أي: نعوّذ

(فِي الْجَاهِلِيَّةِ)؛ أي: في الأيام التي قبل دخوله في الإسلام، قال في "الفتح"

عند قول البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "بابُ أيام الجاهلية": أي: مما كان بين المولد النبويّ

والمبعث، هذا هو المراد به هما، ويُطلق غالبًا على ما قبل البعثة، ومنه:

{يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: 154]، وقوله: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، ومنه أكثر أحاديث الباب، وأما جزم

النوويّ في عدة مواضع من "شرح مسلم" أن هذا هو المراد حيث أتى ففيه

نظر، فإن هذا اللفظ، وهو الجاهلية يُطلق على ما مضي، والمراد: ما قبل

إسلامه، وضابطُ آخره غالبًا فتح مكة، ومنه قول مسلم في "مقدمة صحيحه":

"إن أبا عثمان، وأبا رافع أدركا الجاهلية"، وقول أبي رَجاء العطارديّ: "رأيت

في الجاهلية قِرْدةً زَنَت"، وقول ابن عباس: "سمعت أبي يقول في الجاهلية:

اسقنا كاسًا دهاقًا"، وابن عباس إنما وُلد بعد البعثة، وأما قول عمر: "نذرت

في الجاهلية"، فَمُحْتَمِل، وقد نبَّه على ذلك الحافظ العراقيّ في الكلام على

المخضرمين، من علوم الحديث. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015