وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[5707] (2194) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ،
وَابْنُ أَبِي عُمَرَ- وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ- قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّئءَ
مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ، أَوْ جَرْخ، قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ
سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا: "بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا؛ لِيُشْفَى بِهِ
سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا"، قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: "يُشْفَى"، وَقَالَ زُهَيْز: "لِيُشْفَى سَقِيمُنَا").
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (ابْنُ أَبِي عُمَرَ) هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر الْعَدَنيّ، نزيل
مكة، تقدّم قريبًا.
2 - (سُفْيَانُ) بن عيينة، تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ) بن قيس الأنصاريّ، أخو يحيى المدنيّ، ثقةٌ [5]
(ت 139) أو بعد ذلك (ع) تقدم في "المساجد ومواضع الصلاة" 19/ 1281.
4 - (عَمْرَةُ) بنت عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة الأنصاريّة المدنيّة، ثقةٌ [3]
ماتت قبل المائة، ويقال: بعدها (ع) تقدمت في "شرح المقدمة" جـ 2 ص 417.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف رحمه الله، وهو مسلسلٌ بالمدنيين من عبد ربّه،
وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّة، وفيه عائشة -رضي الله عنهما-، وقد مرّ القول فيها قريبًا.
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ) الأنصاريّ، هو أخو يحيى بن سعيد، ويحيى
أشهر منه، وأكثر حديثًا، وفي رواية البخاريّ: "حدّثني عبد ربه بن سعيد".
(عَنْ عَمْرَةَ) بنت عبد الرحمن الأنصاريّة (عَنْ عَائِشَةَ) بنت الصديق -رضي الله عنهما- (أَنَّ
رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّىْءَ مِنْهُ)؛ أي: بعض جزء من
أجزائه، وعضو منِ أعضائه، (أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ) واحدة القرح، يقال: قَرَحْتُهُ
قَرْحًا، من باب نَفعَ: جرحته، والاسم: القُرْحُ بالضم، وقيل: المضموم،