فيصح قولهم: لم يقتلها؛ أي: في الحال، ويصح قولهم: قتلها؛ أي: بعد
ذلك، والله أعلم. انتهى (?).
(قَالَ) أنس (فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا)؛ أي: أعرف علامة ذلك السمّ، وأثره،
كأنه بقي للسم علامة، وأثر من سواد أو غيره، (فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-)
جمع لَهَات بفتح اللام، قال الجوهريّ: اللهاة: الْهَنَة المطَبَّقة في أقصى سقف
الحلق، والجمع اللَّها، واللَّهَوات، واللَّهَيات، وقال عياض: هي اللحمة التي
بأعلى الحنجرة، من أقصى الفم، وقال الداوديّ: لهواته ما يبدو مِنْ فيه عند
التبسم، وفي "المُغرب": اللهاة لحمة مُشْرفة على الحلق. انتهى (?).
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"؟
أي: أعرف أثرها، فإِمَّا بتغيّر لون اللَّهوات، وإمَّا بنتوءٍ، أو تحفير فيها،
واللهوات: جمع لهاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك، قاله
الأصمعيّ، وقيل: هي ما بين منقطع اللِّسان إلى منقطع أصل الفم من أعلاه.
انتهى (?).
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [3/ 5693 و 5694] (2190)، و (البخاريّ) في
"الهبة" (17 26) و"الجهاد" (3175) و"بدء الخلق" (3268) و"الطبّ" (5763)
و"الأدب" (6063) و"الدعوات" (6391) وفي "الأدب المفرد" (1/ 122)،
و(أبو داود) في "الديات" (4508)، و (ابن ماجه) في "الطبّ" (3590)،
و(أحمد) في "مسنده" (3/ 218)، و (الطبرانيّ) في " الأوسط" (3/ 43)،
و(البيهقيّ) في "الكبرى" (8/ 46 و 10/ 11)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده: