ماء البئر، إما لطول إقامته، وإما لِمَا خالطه مما أُلقي فيه. انتهى (?).

وعند ابن سعد من مرسل عبد الرَّحمن بن كعب: أن الحارث بن قيس

هَوَّر البئر المذكورة، وكان يستعذب منها، وحَفَر بئرًا أخري، فأعانه

رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حفرها (?).

(وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ" وفي رواية للبخاريّ: "وكأن رؤوس

نخلها رؤوس الشياطين"، وفي رواية له: "نخلها كأنه رؤوس الشياطين"، قال في

"الفتح": وفي رواية ابن عيينة، وأكثر الرواة عن هشام: "كأن نخلها"، بغير ذكر

"رؤوس" أَوّلًا، والتشبيه إنما وقع على رؤوس النخل، فلذلك أفصح به في رواية

الباب، وهو مقدَّر في غيرها، ووقع في رواية عمرة، عن عائشة: "فإذا نخلها

الذي يَشرب من مائها، قد الْتَوَى سعفه، كأنه رؤوس الشياطين"، وقد وقع تشبيه

طَلْع شجرة الزَّقُّومَ في القرآن برءوس الشياطين، قال الفراء وغيره: يَحْتَمِل أن

يكون شبَّه طلعها في قبحه برؤوس الشياطين؛ لأنَّها موصوفة بالقبح، وقد تقرر

في اللسان أن من قال: فلان شيطان أراد أنه خبيث، أو قبيح، وإذا قبحوا مذكَّرًا

قالوا: شيطان، أو مؤنثًا قالوا: غُول، وَيحْتَمِل أن يكون المراد بالشياطين:

الحيات، والعرب تسمي بعض الحيات شيطانًا، وهو ثعبان قبيح الوجه، وَيحْتَمِل

أن يكون المراد: نبات قبيح، قيل: إنه يوجد باليمن. انتهى (?).

(قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها -: (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أَحْرَقْتَهُ؟ ) وفي الرواية

الثانية: "قلت: يا رسول الله فأَخْرِجْهُ"، قال النوويّ: كلاهما صحيح، فطلبت

أن يخرجه، ثم يحرقه، والمراد إخراج السحر، فدفنها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأخبر

أن الله تعالى قد عافاه، وأنه يخاف من إخراجه، وإحراقه، وإشاعته، ضررًا

وشرًّا على المسلمين، من تذكّر السحر، أو تعلّمه، وشيوعه. انتهى (?).

وفي رواية للبخاريّ: "قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ "، زاد في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015