رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ) -بضمّ الغين المعجمة، وفتح الموحّدة-

البصريّ، ثقةٌ (ت 238) (م د س) تقدم في "المقدمة" 2/ 4.

2 - (ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ) هو: عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة زهير بن

عبد الله التيميّ المكيّ، ثقةٌ فقيهٌ (ت 117) (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 22.

والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب، و"أيوب" هو: السختيانيّ.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، واسمه زهير بن

عبد الله، (أَنَّ أَسْمَاءَ) بنت أبي بكر الصدّيق - رضي الله عنهما - (قَالَتْ: كُنْتُ أَخْدمُ) بضمّ

الدال، وكسرها، من بابي نصر، وضرب. (الزبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ) الإضافة بمعنى

"في"؛ أي: خدمة كائنة في البيت، من الطحن، والعَجْن، والخبز، ونحو

ذلك. (وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ، وَكُنْتُ أَسُوسُهُ)؛ أي: أقوم بما يحتاج إليه، من مأكول،

ونحوه. (فَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْخِدْمَةِ شَيءٌ أَشَدّ عَلَى مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ) وقد بينت

تلك السياسة الشديدة بقولها: (كُنْتُ أَحْتَشنُ لَهُ)؛ أي: أجمعه له، يقال: احتشّ

الحشيشَ: إذا طلبه، وجَمَعه، قاله المجد (?)، وقال الفيوميّ: الحَشِيشُ: اليابس

من النبات، فَعِيل بمعنى فاعل، قال في "مختصر العين": الحَشِيشُ: اليابس من

العُشْب، وقال الفارابيّ: الحَشِيشُ: اليابس من الْكَلإ، قالوا: ولا يقال

للرَّطْب: حَشِيشٌ، وحَشَشْتُهُ حَشًا، من باب قتل: قطعته بعد جفافه، فهو فَعِيل

بمعنى مفعول. انتهى (?).

(وَأقومُ عَلَيْهِ)؛ أي: أقوم بتقديم ما يحتاج إليه، وقولها: (وَأَسُوسُهُ) مِنْ

عَطْف المرادف؛ لأن السياسة هي القيام، يقال: ساس الأمرَ يسوسه: إذا دبّره،

وقام به. (قَالَ) ابن أبي مليكة، راوياً عن أسماء، وفي بعض النسخ: "قالت"؛

أي: أسماء - رضي الله عنها -، (ثُمَّ إِنَّهَا أَصَابَتْ) هذا من الالتفات على نسخة "قالت"؛ لأن

الظاهر أن تقول: "ثم إني أصبت" (خَادِماً) ثم بيّنت كيفيّة إصابتها الخادم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015