احْتَمَل مؤونتهم، أي: قُوْتَهم (?)، فالجملة مؤكّدة لِمَا قبلها، وكذا قولها:
(وَأَسُوسُهُ)؛ أي: أقوم بأموره، يقال: ساس زيدٌ الأمر يسوسه سِيَاسةً: إذا
دبّره، وقام بأمره (?)، ويقال: سُسْتُ الرعيّة سِياسةً: إذا أمرتها ونهيتها (?).
وفي رواية ابن أبي مليكة الآتية، عن أسماء: "كنت أخدُم الزبير خدمةَ
البيت، وكان له فرس، وكنت أسوسه، فلم يكن من خدمته شيء أشدّ عليّ من
سياسة الفرس، كنت أحُشّ له، وأقوم عليه".
(وَأَدُقّ) بضمّ الدال؛ أي: أكسره، يقال: دَقّ الشيءَ من باب نصر:
كسره، أو ضربه، فهَشَمه، فاندقّ (?). (النَّوَى) منصوب على المفعوليّة، وهو
بفتح النون، والقصر: الْعَجَمُ (?)، الواحدة نواة، والجمع نويات، وأنواء،
ونُوِيّ، وزانُ فلوس (?). (لِنَاضِحِهِ)؛ أي: لبعيره الذي يَستقي عليه الماء، قال
الفيّوميّ رحمه اللهُ: نَضَحْتُ الثوبَ نَضْحاً، من باب ضَرَب، ونَفَعَ، وهو الْبَلُّ
بالماء، والرشّ، ونَضَحَ البعيرُ الماءَ: حَمَله من نَهْر، أو بئر، لسقي الزرع، فهو
نَاضِحٌ، والأنثى نَاضِحَةٌ بالهاء، سُمِّي نَاضِحاً لأنّه يَنْضَحُ العطشَ؛ أي: يَبُلُّه
بالماء الذي يَحمله، هذا أصله، ثم استُعْمِل النَّاضِحُ في كلّ بعير، وإن لم
يَحْمِلِ الماءَ، والجمع نَوَاضِحُ. انتهى (?).
(وَأَعْلِفُهُ)، أي: الناضحَ، (وَأَسْتَقِي الْمَاءَ) وكذا هو عند البخاريّ بالتاء
للأكثر، وللسرخسيّ: "وأسقي" بغير مثناة، وهو على حذف المفعول، أي:
وأسقي الفرسَ، أوالناضحَ الماءَ، والأول أشمل معنى، وأكثر فائدة، قاله في
"الفتح" (?).
(وَأَخْرِزُ) بخاء معجمة، ثم راء مكسورة، أو مضمومة، من بابي ضرب،
ونصر؛ أي: أخيط (غَرْبَهُ) "الغَرْبُ": بفتح الغين المعجمة، وسكون الراء،