[تنبيه]: قال القرطبيّ رحمه الله: اختُلِف في اسم هذا المخنث، والأشهر: أن
اسمه هِيت -بياء ساكنة بعد الهاء باثنتين من تحتها، وآخرها تاء باثنتين من
فوقها-، وقيل: صوابه هنب -بنون وباء بواحدة آخرًا- والهنب: الرجل
الأحمق، قاله ابن درستويه. وقيل: إن هذا المخنث هو ماتع -باثنتين من
فوقها- مولى أبي فاختة المخزومي. قيل: وكان هو وهيت يدخلان في بيوت
النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلما وقعت هذه القصَّة غرَّبهما النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الحمى. وقيل: إن
مخنَّثًا كان بالمدينة نفاه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى حمراء الأسد. انتهى (?).
وقال في "الفتح": اسم ذلك المخنّث: هيت -بكسر الهاء، وسكون
التحتانية، بعدها مثناة-، وضَبَطه بعضهم بفتح أوله، وأما ابن درستويه، فضبطه
بنون، ثم موحّدة، وزعم أن الأول تصحيف، قال: والْهنْب الأحمق (?).
وفي رواية البخاريّ في "المغازي" بعد إخراج الحديث ما نصّه: قال ابن
عُيينة: وقال ابن جريج: الْمُخَنّث هيت. انتهى (?).
وقال في "الفتح" في "اللباس" ما حاصله: ذكره ابن عيينة عن ابن جريج
بغير إسناد، وذكر ابن حبيب في "الواضحة" عن حبيب كاتب مالك، قال: قلت
لمالك: إن سفيان بن عيينة زاد في حديث بنت غيلان: أن المخنث هيت،
وليس في كتابك هيت، فقال: صدق، هو كذلك.
وأخرج الْجُوزجانيّ في "تاريخه" من طريق الزهريّ عن عليّ بن الحسين بن
عليّ قال: كان مُخَنّث يدخل على أزواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، يقال له: هيت.
وأخرج أبو يعلى، وأبو عوانة، وابن حبان كلهم من طريق يونس، عن
الزهريّ، عن عروة، عن عائشة: "أن هِيتًا كان يدخل ... " الحديث.
وروى المستغفريّ من مرسل محمد بن المنكدر: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نَفَى هِيتًا
في كلمتين تكلم بهما، مِنْ أَمْر النساء، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: إذا
افتتحتم الطائف غدًا، فعليك بابنة غَيلان، فذكر نحو حديث الباب، وزاد: