رجال هذه الأسانيد: ثلاثة عشر:
1 - (عَبْدُ الْوَهَّابِ) بن عبد المجيد الثقفىّ، أبو محمد البصريّ، ثقةٌ [8]
(ت 194) (ع) تقدم في "الإيمان" 17/ 173.
2 - (مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ) العبديّ، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقةٌ حافظٌ [9]
(ت 203) (ع) تقدم في "الإيمان" 1/ 107.
3 - (عُبَيْدُ اللهِ) بن عمر بن حفص بن عاصم العمريّ، أبو عثمان المدنيّ،
ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ [5] مات سنة بضع و (140) (ع) تقدم في "الإيمان" 28/ 222.
والباقون تقدّموا قريبًا.
وقوله: (كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ)؛ يعني: هؤلاء الثلاثة: عبد الله بن نمير،
ويحيى القطّان، وعبد الوهّاب الثقفي رووا هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر
العمريّ.
وقوله: (قَالُوا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) ضمير الجماعة يعود على الثلاثة:
محمد بن بشر، وأبي أسامة، وعبد الله بن نمير، فقد رووا هذا الحديث عن
عبيد الله العمريّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-.
وقوله: (لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَقْعَدِهِ) "لا" نافيةٌ، ولذا رُفع الفعل بعدها،
والمراد من النفي: النهي، وفي بعض النُّسخ: "لا يقم" بالجزم، ف "لا" ناهية.
وقوله: (وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا، وَتَوَسَّعُوا) قال ابن أبي جمرة رحمه الله: معنى
الأول: أن يتوسعوا فيما بينهم، ومعنى الثاني: أن ينضم بعضهم إلى بعض،
حتى يفضل من الجمع مجلس للداخل. انتهى (?).
وهذا إشارة إلى قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي
الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} الآية [المجادلة: 11]، قال في "الفتح": اختُلِف
في معنى الآية، فقيل: إن ذلك خاصّ بمجلس النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن بطال: قال
بعضهم: هو مجلس النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خاصّة، عن مجاهد، وقتادة، وذكر الطبريّ عن
قتادة: كانوا يتنافسون في مجلس النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا رأوه مقبلًا ضيَّقوا مجلسهم،
فأمرهم الله تعالى أن يوسِّع بعضهم لبعض.