- إن شاء الله تعالى- انتهى (?).
وقوله: (لَا تَكُونِي فَاحِشَةً)؛ أي: مُعتديةً في الجواب، وقال
القرطبيّ رحمه الله: أي: لا يصدر عنك كلام فيه جفاء، والفحش: ما يُستفحش من
الأقوال، والافعال، غير أنَّه قد كَثُر إطلاقه على الزنى، وهو غير مراد هنا
قطعًا، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - أمر لعائشة - رضي الله عنها - بالتثبت، والرفق، وترك الاستعجال،
وتأديبٌ لها لِمَا نَطَقت به من اللَّعنة، وغيرها، والله تعالى أعلم. انتهى (?).
وقال المجد رحمه الله: الفاحشة الزنى، وما يشتدّ قبحه من الذنوب، وكل ما
نهى الله عنه، والفحشاء البخل في أداء الزكاة، والفاحش البخيل جدًّا، والكثير
الغالب، وقد فَحُش، كَكَرُم فُحْشًا، والفحش عدوان الجواب، ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم -
لعائشة: "لا تكوني فاحشةً"، ورجل فاحشٌ، وفَحّاش، وأفحش، قال الفحشَ،
وتفاحش: أتى به، وأظهره. انتهى (?).
وقال ابن الأثير رحمه الله: الفاحش: ذو الفحش في كلامه، وفِعاله،
والمتفحّش الذي يتكلّف ذلك، ويتعفده، قال: وقد تكرّر ذِكر الفحش،
والفاحشة، والفواحش في الحديث، وهو كل ما يشتدّ قبحه من الذنوب
والمعاصي، وكثيرًا ما تَرِدُ الفاحشة بمعنى الزنى، وكلّ خَصلة قبيحة من
الأقوال، والأفعال، ومنه الحديث: قال لعائشة - رضي الله عنها -: لا تقولي ذلك، فإن الله
لا يحبّ الْفُحش ولا التفاحُش، أراد بالفُحش التعدّي في القول والجواب، لا
الفُحش الذي هو من قَذَعِ الكلام، ورديئه، والتفاحش: تفاعُلٌ منه. انتهى (?).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى البحث فيه مستوفًى قبل حديث، ولله
الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[5647] ... (-) حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ،
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَفَطِنَتْ بِهِمْ عَائِشَةُ، فَسَبَّتْهُمْ، فَفَالَ