مسألةٌ تتعلّق بهذه الترجمة:
(اعلم): أن السّلام بفتح السين المهملة، وتخفيف اللام، بوزن الكلام:
اسمٌ من سلّم يسلّم تسليمًا، وهو اسم من أسماء الله تعالى، قال الإمام
البخاريّ رحمه الله في "صحيحه": "بابٌ السلام اسم من أسماء الله تعالى"، ثم
أورد حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - في التشهّد، وفيه قوله: "إن الله هو السلام"، قال
الحافظ رحمه الله: هذه الترجمة لفظ بعض حديث مرفوع له طرُق ليس منها شيء
على شرط البخاريّ في "الصحيح"، فاستعمله في الترجمة، وأورد ما يؤدي
معناه على شرطه، وهو حديث التشهد، لقوله فيه: "إن الله هو السلام"، وكذا
ثبت في القرآن في أسماء الله: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: 23]، ومعنى
السلام: السالم من النقائص، وقيل: المسلِّم لعباده، وقيل: المسلِّم على
أوليائه، وأما لفظ الترجمة، فأخرجه البخاريّ في "الأدب المفرد" من حديث
أنس، - رضي الله عنه -، بسند حسن، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: "إن السلام اسم
من أسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، إن الرجل إذا سلّم على
القوم، فرَدُّوا عليه كانت له عليهم فضل درجة؛ لأنه ذَكَّرهم السلام، وإن لم
يَرُدُّوا عليه رَدَّ عليه من هو خير منه، وأطيب" (?).
وأخرجه البزار، والطبرانيّ من حديث ابن مسعود موقوفًا، ومرفوعًا،
وطريق الموقوف أقوى، وأخرجه البيهقيّ في "الشعب" من حديث أبي هريرة
مرفوعًا بسند ضعيف، وألفاظهم سواء، وأخرج البيهقيّ في "الشُّعب" عن ابن
عباس موقوفًا: "السلام اسم الله، وهو تحية أهل الجنة"، وشاهِدُه حديث