أو غيره، وفي رأسه قطعة منحوتة في قدر الكفّ، ولها مثل الأصابع، أولاهنّ

معوجَّةٌ، مثل حلقة الإبهام المستعمل للتسريح، وَيحُكّ الرأس، والجسد، وهذه

صفته. انتهى ملخصًا.

وقوله: (يَحُكُّ بِهِ رَأسَهُ) جملة في محلّ رفع صفة لـ "مِدْرَى"، يقال: حكّ

الشيءَ حكًّا، من باب نصر: إذا قشره (?)، وفي الرواية التالية: "يُرجّل به

رأسه"، قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - هءإللهُ: لا تنافي بين الروايتين، فكان يحكّ به، وُيرجّل به،

وترجيل الشعر: تسريحه، ومَشْطه (?).

(فَلَمَّا رَآه رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -:

وقع في أكثر النُّسخ، أو كثير منها، بلفظ: "تنتظرني"، وفي بعضها: "تنظرني"

بحذف التاء الثانية، قال القاضي: الأول رواية الجمهور، قال: والصواب

الثاني، ويُحْمَل الأول عليه. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: الذي في معظم نُسخ البخاريّ بلفظ: "تنتظر"،

قال في "الفتح": قوله: "تنتظر" كذا لهم، وللكشميهنيّ: "تنظر"، وهي أَولي،

والأخرى بمعناها، وللإسماعيليّ: "لو عَلِمت أنك تَطَّلع عليّ". (لَطَعَنْتُ بِهِ)؛

أي: بذلك الْمِدرَى (فِي عَيْنِكَ") هكذا بالإفراد، وهو كذلك عند البخاريّ في

رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي، والسرخسيّ: "في عينيك" بالتثنية.

قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: وهذا مما يُقَوِّي تعدد القصّة؛ لأنه في حديث أنس جزم

بأنه اطَّلَع، وأراد أن يطعنه، وفي حديث سهل عَلَّق طعنه على نظره. انتهى (?).

(وَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ) ببناء الفعل للمفعول؛ أي: إنما

شرع الله الاستئذان (مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ") بفتحتين: أي: الرؤية، وفي رواية البخاريّ:

"من قِبَل الأبصار"، و"قِبَلِ" بكسر القاف، وفتح الموحّدة: أي: من جهة،

و"الأبصار" بفتح أوله، جمع بَصَر، وبكسره مصدر أبصر، قاله في "الفتح" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015