تلطف، وإنك عندي بمنزلة ولدي في الشفقة، وكذا يقال له ولمن هو في مثل
سنّ المتكلم: يا أخي؛ للمعنى الذي ذكرناه، وإذا قَصَد التلطف كان مستحبًّا،
كما فعله النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. انتهى، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-هذا من أفراد
المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [7/ 5611] (2151)، و (أبو داود) في "الأدب"
(4964)، و (الترمذيّ) في "الأدب" (2831)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"
(5/ 326)، و (ابن سعد) في "الطبقات" (7/ 20)، و (أحمد) في "مسنده" (3/
199 و 285)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[5612] (2152) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ
- وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ- قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: مَا سَأَل رَسُولَ اللهِ-صلى الله عليه وسلم -
أَحَدٌ عَنِ الدَّجَّالِ كثَرَ مِمَّا سًأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ لِي: "أَيْ بُنَيَّ، وَمَا يُنْصِبُكَ مِنْهُ؟ ، إِنَّهُ
لَنْ يَضُرَّكَ"، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ مَعَهُ أَنْهَارَ الْمَاءِ، وَجِبَالَ الْخُبْزِ، قَالَ:
"هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة
إبراهيم بن عثمان الكوفىّ، واسطيّ الأصل، ثقةٌ حافظٌ، صاحب تصانيف [10]
(ت 235) (خ م د س ق) تقدم في "المقدمة" 1/ 1.
2 - (ابْنُ أَبِي عُمَرَ) محمد بن يحيى بن أبي عمر الْعَدَنيّ، ثمّ المكّيّ،
صدوق، صنّف "المسند"، ولازم ابن عيينة [5] (ت 243) (م ت س ق) تقدم
في "المقدمة" 5/ 31.
3 - (يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ) بن زاذان السلميّ مولاهم، أبو خالد الواسطيّ، ثقةٌ
متقنٌ عابدٌ [9] (ت 206)، وقد قارب التسعين (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 45.