وللأمن من التلقيب؛ لأن الغالب أن من يذكر شخصًا، فيعظّمه أن لا يذكره باسمه
الخاصّ به، فإذا كانت له كنية أَمِن من تلقيبه، ولهذأ قال قائلهم: بادروا أبناءكم
بالكنى قبل أن تغلب عليها الألقاب، وقالوا: الكنية للعرب كاللقب للعجم، ومن
ثَمّ كُرِه للشخص أن يَكْنِي نفسه إلا إن قصد التعريف، ذكره في "الفتح" (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[5610] (2150) - (حَدَّثَنَا أَبُو الزَبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِىُّ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنَا أنَسُ بْنُ مَالِكٍ (ح) وَحَدَّثنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ
- وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاح، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ:
أَحْسِبُهُ قَالَ-: كَانَ فَطِيمًا، قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَآهُ، قَالَ: "أَبَأ عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ))، قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ).
رجال هذين الاسنادين: خمسة:
1 - (أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِىُّ) الزهرانيّ البصريّ، نزيل بغداد،
ثقةٌ [10] (ت 234) (خ م د س) تقدم في "الإيمان" 23/ 190.
2 - (عَبْدُ الوَارِثِ) بن سعيد بن ذكوان الْعَنْبريّ مولاهم، أبو عبيدة
التَّنُّوريّ البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [8] (ت 180) (ع) تقدم في "الإيمان" 18/ 176.
3 - (أَبُو الَتّيّاحِ) يزيد بن حُميد الضُّبَعيّ البصريّ، مشهور بكنيته، ثقةٌ ثبتٌ
[5] (ت 128) (ع) تقدم في "الطهارة" 27/ 659.
4 - (شَيْبَانُ بْنُ فَزُّوخَ) الْحَبَطيّ، أبو محمد الأبُليّ، صدوقٌ يَهِم، ورُمي
بالقدر، من صغار [9] (ت 5 أو 1236) وله بضع وتسعون سنة (م د س) تقدم في
"الإيمان" 12/ 157.
5 - (أنَسُ بْنُ مَالِكٍ) -رضي الله عنه-، ذكر في الباب الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذين الاسنادين:
أنهما من رباعيّات المصنّف رحمه الله، وهما (431) من رباعيّات الكتاب،