شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: ذَهَبْتُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ) زيد بن
سهل (الأَنْصَارِيِّ) المدنيّ، وُلد في عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ووثقه ابن سعد، مات سنة
(84) بالمدينة، وقيل: استُشهد بفارس، تقدّمت ترجمته في "الجهاد والسِّير"
24/ 4593. (إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ وُلدَ) بالبناء للمفعول؛ أي: وقت ولادته،
(وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي عَبَاءَةٍ) جملة في محلّ نصب على الحال، و"العباءة"
معروفة، وهي ممدودة، يقال فيها: عباية بالياء، وجمع العباءة العباء. انتهى (?).
وقال في "التاج": العَباءُ كسحاب: كِساءٌ معروف، وهو ضَربٌ من
الأكْسِيَة، كذا في "لسان العرب"، زاد الجوهريّ: فيه خُطوط، وقيل: هو الجُبة
من الصُّوف؛ كالعَباءةِ، قال الصرفيون: همزته عن ياء، وإنه يقال: عَباءة،
وعَبايَة، ولذلك ذكره الجوهريّ، والزُّبيديُّ في المعتلّ. انتهى (?).
(يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ) بهمز آخره؛ أي: يَطْليه بالقَطِران، وهو الْهِنَاءُ بكسر الهاء،
والمدّ، يقال: هنأت البعير أهنأه، قاله النوويّ.
وقال في "اللسان": هَنَأَ الإِبِلَ يَهْنَؤُها - من باب فتح- ويَهْنِئُها- من باب
ضرب- وَيهْنُؤُها- من باب نصر- هَنْأً، وهِنَاءً: طلاها بالْهِنَاء، وهو الْقَطِران،
وقال الزجّاج: ولم نجد فيما لامه همزة فَعَلْتُ أَفْعُلُ إلا هَنَأْتُ أَهْنُؤُ، وقرأتُ
أقْرُؤُ. انتهى (?).
(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَنَاوَلْتُهُ تَمَرَاتٍ، فَأَلْقَاهُنَّ)؛
أي: رمى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تلك التمرات (فِي فِيهِ) هو الفم لَمّا حُذفت منه الميم،
أُعرب بالحروف، كما قال في "الخلاصة":
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ ... وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأَسْمَا أَصِفْ
مِنْ ذَاكَ "ذُو" إِنْ صُحْبَةً أَبَانَا ... و"الْفَمُ" حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا
(فَلَاكَهُنَّ)؛ أي: مَضَغَهنّ، قال أهل اللغة: اللَّوْك: مُختصّ بمضغ الشيء