أوردها مسلم في الباب، ولعله إنما أخره لإدراكه العلّة المذكورة، والله

تعالى أعلم.

[تنبيه آخر]: رواية الأعمش، عن إبراهيم النخعيئ ساقها ابن الجعد -رَحِمَهُ اللهُ-

في "مسنده"، بسند مسلم، فقال:

(883) - حدّثنا شيبان بن فَرُّوخ، نا جرير بن حازم، نا الأعمش، عن

إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: "لَعَنَ الواشمات، والمتفلجات،

والمتنمصات، والمغيرات خلقَ الله"، قال: فقالت امرأة، يقال لها: أم

يعقوب، من بني أسد: إني لأظنها في أهلك، فقال لها: اذهبي، فانظري،

فذهبت، فلم تر شيئاً، فقالت: ما وجدت ما تقول في المصحف، فقال: بلى،

والله قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى (?).

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّل الكتاب قال:

[5565] (2126) - (وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِي الْحُلْوَانِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ

رَافِعٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ

جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: زَجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِرَأْسِهَا شَيْئاً).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ) الْهُذليّ، أبو محمد الخلّال الْحُلْوانيّ، نزيل

مكة، ثقةٌ حافظٌ له تصانيف [11] (ت 242) (خ م دت ق) تقدم في "المقدمة" 4/ 24.

والباقون ذُكروا في الباب، وقبل ثلاثة أبواب.

وقوله: (زَجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَصِلَ الْمَرْأةُ بِرَأْسِهَا شَيْئاً) فيه النهي عن وصل

الشعر بشيء ما، سواء كان شعرأ، أو غيره، من الصوف، والْخِرَق، وغيرها؛

لعموم هذا النصّ، فإن "شيئاً" نكرة في سياق النهي، فيعمّ، ولأن ذلك كله في

معنى وَصْله بالشعر، وخالف في هذا الليث بن سعد، فأباح الوصل بالصوف،

والخِرَق، وما ليس بشعر، وهو محجوج بهذا النصّ (?)، وقد تقدّم تمام البحث

في هذا، فلا تغفل، والله تعالى وليّ التوفيق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015