تكون للبنات الصغار، فإذا عجزت المرأة، وكبرت سنها، وتوحشت، فتبردها

بالمبرد؛ لتصير لطيفةً حسنة المنظر، وتوهمَ كونها صغيرةً، ويقال له أيضاً:

الوشر، ومنه: "لعن الواشرة، والمستوشرة"، وهذا الفعل حرام على الفاعلة،

والمفعول بها؛ لهذه الأحاديث، ولأنه تغيير لخلق الله تعالى، ولأنه تزوير،

ولأنه تدليس. انتهى (?).

وقوله: (لِلْحُسْنِ)؛ أي: لأجل الحُسْن، قال السنديّ -رَحِمَهُ اللهُ-: متعلّق

بـ "المتفلّجات" فقط، أو بالكلّ. انتهى.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: عندي الاحتمال الثانيّ أَولى كما لا

يخفى، والله تعالى أعلم.

وقال في "الفتح": قوله: للحسن " يُفْهَم منه أن المذمومة مَن فعلت ذلك

لأجل الحسن، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلاً جاز. انتهى (?).

وقوله: (الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ) صفة لازمة لمن يصنع الوشم، والنَّمْصَ،

والفَلَج، وكذا الوصل على إحدى الروايات، وفي هذا إشارة إلى أن سبب

النهي عن هذه الأشياء ما فيها من تغيير خلق الله تعالى.

(قَالَ) علقمة: (فَبَلَغَ ذَلِكَ)؛ أي: حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - هذا: "لَعَنَ اللهُ

الواشمات ... إلخ" (امْرَأَةً) مفعول ثان لى"بلغ"، (مِنْ بَني أَسَدٍ، يُقَالُ لَهَا)؛ أي:

تُكنى (أُمُّ يَعْقُوبَ) لا يُعْرَف اسمها، وهي من بني أسد بن خزيمة، ولم أقف

لها على ترجمة، ومراجعتها ابن مسعود تدلّ على أن لها إدراكاً، والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أعلم

بالصواب. انتهى (?).

(وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَتَتْهُ)؛ أي: جاءت أم يعقوب إلى ابن مسعود - رضي الله عنه -

(فَقَالَتْ: مَا) استفهاميّة، مبتدأ خبره قولها: (حَدِيث بَلَغَنِي عَنْكَ) ثم بيّنت ما

أجملته بقولها: (أَنَّكَ) يَحْتَمل فتح همزة "أن" خبراً لمحذوف؛ أي: هو

أنك ... إلخ، ويَحْتَمل كسرها، فتكون الجملة مستأنفة، (لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015