امْرَأَةٌ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي ابْنَةً عُرَيَّساً، أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ،
فتَمَرَّقَ شَعْرُهَا، أَفَأَصِلُهُ، فَقَالَ: "لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (أَبُو مُعَاوِيَةَ) محمد بن خازم الضرير، تقدّم قريباً.
2 - (هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ) بن الزبير، تقدّم أيضاً قريباً.
3 - (فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ) بن الزبير بن العوّام، زوج هشام الراوي عنها،
ثقةٌ [3] (ع) تقدم في "الطهارة" 33/ 681.
4 - (أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ) الصدّيق، زوج الزبير بن العوّام - رضي الله عنهم -، من كبار
الصحابيّات، عاشت مائة سنة، وماتت سنة (3 أو 74) (ع) تقدمت في
"الطهارة" 33/ 681.
و"يحيى بن يحيى" ذُكر في السند الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وأنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه،
فنيسابوريّ، وأبي معاوية، فكوفيّ، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّة هي زوجته،
وهي عن جدّتهما، والصحابيّة ذات مناقب جمّة، تلقّب ذات النطاقين؛ لأنها
لَمّا فقدت حبلأ تربط به زاد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر - رضي الله عنه - حينما هاجرا قسمت
نطاقها فصفين، انتطقت بأحدهما، وربطت بالآخر - رضي الله عنها -.
شرح الحديث:
(عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ) بن الزبير بن العوّام، وهي بنت عمّ هشام بن
عروة الراوي عنها، وزوجته، وأسماء بنت أبي بكر، هي جدتهما معاً؛ لأنها أم
المنذر، وأم عروة. (عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ) الصدّيق - رضي الله عنهما - أنها (قَالَتْ: جَاءَتِ
امْرَأَةٌ) لم يُعرف اسمها، (إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي ابْنَةً
عُرَيِّساً) بضم أوله، وتشديد الياء: تصغير عَرُوس، وهو وصف يستوي فيه
المذكّر والمؤئث ما داما في إعراسهما، وجمع الرجل عُرُسٌ بضمّتين، مثل
رَسُول ورُسُل، وجمع المرأة عَرائس، قاله الفيّوميّ (?).